الاضطراب يهدد مصالح أمريكا بغرب أفريقيا
أحداث كبيرة وكثيرة شهدتها القارة الأفريقية خاصة في غربها حيث ساد الاضطراب بعض دولها وانعكس على العلاقة مع الغرب وسط حديث عن تغلغل روسي صيني أراد الإطاحة بأمريكا وحلفائها ومنعهم من أن يحظوا باستمرار نفوذ قوي في المنطقة كانت أمريكا تحافظ عليه ولاتتصور ان تفقده.
وفي النيجر اتضحت الصورة كاملة إذ اطاح انقلاب عسكري بالرئيس محمد بازوم حليف فرنسا وامريكا ونجحت الحكومة الجديدة في إخراج الفرنسيين والامريكان من اراضيها وسلمت القواعد العسكرية القائمة اصلا والتي كان بها جنود أمريكان وفرنسيين تم تسليم هذه القواعد إلى الروس وهو ما تراه أمريكا تهديدا حقيقيا لنفوذها في المنطقة. وعلى خطي النيجر مضت بوركينافاسو ومالى ويخشي الغرب من انتقال العدوي إلى تشاد التي تعيش اضطرابا كبيرا يمكن أن يؤدي إلى انفلات يجعل من الوجود العسكرى الغربي في هذا البلد محلا للنقاش مع احتمال وارد بالحديث عن خروج الأمور عن السيطرة.
وتناقلت وسائل إعلام أميركية عدة، مثل: “سي إن إن” و”بلومبيرغ”، وغيرهما، رسالة موجّهة من حكومة تشاد، للولايات المتحدة، تهدّدها بإلغاء اتفاقية وجود القوات الأميركية على أراضيها؛ بدعوى عدم وجود سند قانوني.
الرسالة المؤرّخة في 4 أبريل، قامَ بتوجيهها قائد القوات الجوية التشادية إلى الملحق العسكري الأميركي في نجامينا، يطالبه فيها بوقف فوري للأنشطة الأميركية في قاعدة كوسي الجوية، لعدم تمكّنهم من “تقديم المستندات التي تبرر وجودهم”.
إن موقع تشاد المحوري بجوار دول باتت تشهد نفوذًا روسيًا متناميًا، مثل: أفريقيا الوسطى، مالي والنيجر، فضلًا عن بوركينا فاسو، أكسبها اهتمامًا كبيرًا، خاصة بعد تشكيل موسكو الفيلق الأفريقي بديل “فاغنر” أوائل العام الماضي، وعزم موسكو نشر نحو 50 ألفًا من عناصره في أفريقيا، وتعزيز حضورها في البلدان التي تنتشر فيها، وتكثيف التعاون العسكري والاقتصادي مع دول القارّة، وخاصة دول الساحل والصحراء.
سليمان منصور