أخبار السودان :
الاصرار على فولكر يعقد المشهد
نماذج متعددة يمكن الإشارة إليها فى التاريخ البعيد والحاضر عن عنجهية وصلف الأمم المتحدة وتعاملها باستخفاف مع شعوب العالم الثالث فى صورة من صور الاستعمار الذى تكرسه الان هذه المنظمة الدولية التى لم تحترم يوما الشعوب ، ولا احترمت نفسها باصطفافها إلى جانب الظلم ممثلا فى الاستكبار وتمثلاته فى العالم ، وغض المنظمة الدولية الطرف عن اجرام هذه القوى وممارستها شتى صنوف الظلم بحق الشعوب المضطهدة.
نقف اليوم مع قرار الامين العام للامم المتحدة بتجديد الثقة فى رئيس بعثة المنظمة الدولية إلى السودان فولكر بيرتس على الرغم من مطالبة الخرطوم بتغيير الرجل باعتباره احد اسباب تعقيد الازمة ووصولها إلى ما هى عليه الآن.
وبغض النظر عن الموقف من الحكومة فى الخرطوم ، وبعيدا عن الاصطفاف مع اى طرف فى الحرب الدائرة الان ، الا ان اصرار الأمم المتحدة على ابقاء الرجل فى منصبه رغم رفض الخرطوم له ، هذا الموقف لايساعد فى الوصول إلى انفراجة ولو جزئية ، إذ ان رفض الخرطوم التعامل مع فولكر يعقد المشهد اكثر ، ويجعل الوصول إلى حل ممكن بعيدا وغير متصور.
وفى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة فى هذا الباب نقرأ قوله :
أعدت التأكيد لأعضاء مجلس الأمن على ثقتي التامة في فولكر بيرتس باعتباره ممثلا خاصا للأمين العام في السودان، والأمر يعود للمجلس لأن يقرر ما إذا كان يدعم استمرار البعثة الأممية في السودان.
إن الأمم المتحدة مطالبة بتخفيف التوتر لازيادته لكنها باعتبارها أداة من أدوات الظلم وفرض الوصاية على الغير فانها تناقض رسالتها التى تأسست عليها.
سليمان منصور