الازمات تضيق الخناق على اسرائيل
واقع ميداني مضطرب واخر سياسي مأزوم يعيشه الكيان الصهيوني ، والمشاكل تحاصر قيادته السياسية والعسكرية من كل جانب ، والنخب الثقافية والإعلامية منقسمة بشأن الحرب واغلبها تنتقد نتنياهو وحكومته خاصة وأن الادلة متضافرة على ان الجيش فشل بشكل كبير في تحقيق اى نصر على المقاومة في غزة ، واذا قرانا ذلك مع الأخبار المتضافرة عن توترات تعيشها الجبهة الداخلية للعدو وبالذات في أوساط الجنود الذين يهدد بعضهم بالتمرد على قيادتهم ، والخوف الشديد الذي يعتري بعضهم من وقوعهم قتلى او جرحي في غزة او الشمال وما يصعب عليهم جدا إمكانية اسرهم في غزة او الشمال ، وايضا تتعاظم مع الايام تظاهرات اهالي الجنود الاسري لدى المقاومة مطالبين بضرورة التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين يتحرر بموجبه أبناءهم ولو كان ذلك بانهاء الحرب وهذا ما يرفضه نتنياهو ودعاة الحسم العسكري ويشكل الانقسام حوله خطرا يهدد وحدة الموقف ويسعي البعض لتجاوز المحنة بالدعوة إلى الذهاب لانتخابات مبكرة يرفضها بشدة نتنياهو وفريقه ويعلمون انها ليست تفضي فقط لخسارتهم وإنما تقودهم في الغالب إلى مواجهة المحكمة.
ولايمكن اغفال تعاظم الخطر المهدد لإسرائيل بقوة والنتمثل في النشاط المتصاعد لجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق ، والقلق الحقيقي لإسرائيل والذي سببته الاحتجاجات الطلابية المتصاعدة في الغرب ضد اسرائيل والرافضة للحرب في غزة والمنتقدة بشدة لمساندة حكوماتها لإسرائيل ، وايضا تخشي إسرائيل من الحراك القانوني والسياسي ضدها في العالم سواء تمثل في الإجراءات المتخذة في محكمة الجنايات الدولية و الدعاوى المقدمة ضد إسرائيل أمامها ، وايضا قرارت المدعي العام الدولى بإصدار مذكرات توقيف ضد نتنياهو وغالانت ، وماقالته المحكمة عن الهجوم على رفح وقبل ذلك كلامها عن الهجمات في غزة ، كل هذه الأحداث تشكل ضغطا هائلا على الحكومة الإسرائيلية ، هذا غير المواقف الشعبية القوية ضد إسرائيل في العالمين العربي والإسلامي والتي اضطرت بعض الحكومات المطبعة إلى مجاراة مواقف الشعوب الرافضة للصلح مع إسرائيل وما يمكن أن ينتج عن ذلك حال تعاظم الضغط الشعبي ووصوله الى درجة الانفجار التام.
ان الكيان الصهيوني يعيش في اضطراب حقيقي بسبب هذه العوامل التي ذكرناها وكلها من نتائج طوفان الأقصى ، ومع الضغط الداخلى بضرورة انهاء الحرب والانتقاد الدولى للاصرار على عملية رفح وزيادة الدعوات للذهاب إلى التفاوض أعلنت
المقاومة ان العدو المجرم لايعرف الا لغة القوة ولايرضخ الا مجبرا وانه لا هدنة ولا اتفاق دون تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة ، وعلى العدو ان يواجه المقاومين في الداخل وجبهات الإسناد او يرضخ لإرادة الشعب الفلسطيني ولا خيارات أمامه.
سليمان منصور