أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح الخميس، عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية.
وأفادت وزارة الصحة بأن الشبان الثلاثة الذين استشهدوا برصاص الاحتلال هم: طارق الدمج، وصدقي زكارنة، وعطا شلبي.
إحصائيات الشهداء
وبذلك يرتفع عدد الشهداء برصاص جيش الاحتلال، منذ مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري إلى ثمانية في الضفة الغربية.
واستشهد 20 فلسطينيا برصاص جيش الاحتلال في الضفة والقدس، خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بينهم ستة أطفال وفتاة.
ويرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الحالي إلى 216 شهيدا، بينهم 164 في الضفة الغربية، و52 في قطاع غزة.
وداهمت قوات الاحتلال مناطق عدة في جنين، قبل أن تندلع مواجهات، لا سيما في منطقة الدوار الرئيسي.
وأطلقت قوات الاحتلال النار على شابين كانا في مركبة مدنية وأعدمتهما، قبل أن يستهدف قناص إسرائيلي شابا آخر، وأعلن لاحقا عن استشهادهم.
كتيبة جنين
بدورها، قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، في بيان: “تمكن مجاهدونا من التصدي لقوات الاحتلال في محيط مخيم جنين، وأمطرناهم بالرصاص والعبوات المتفجرة”.
وأضافت: “تمكنا من تحقيق إصابات مباشرة في صفوف العدو”.
شاهد عيان
من جهته، روى ناشط مجتمعي فلسطيني تفاصيل ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من “إعدام ميداني” لثلاثة شبان فلسطينيين فجر الخميس، خلال عملية اقتحامها لمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وعن تفاصيل ما حدث، أوضح شاهد العيان، الناشط الفلسطيني غسان السعدي، أنه وردت أنباء عن اقتحام قوات خاصة إسرائيلية لمدينة جنين قرابة الساعة الرابعة فجرا، ما دفعه إلى التوجه بسيارته نحو المخيم، كعادته لمساعدة المسعفين في أعمالهم.
ونوه في شهادته الخاصة لـ”عربي21″، إلى أنه خلال مروره حدث إطلاق نار كثيف، وبعد نحو خمس دقائق وصلت سيارة إسعاف، فتبعها مباشرة، حتى وصل إلى السيارة المستهدفة، وكانت “أبوابها مفتوحة، وفي الخلف شاهدنا اثنين من الشباب على الأرض والدماء تنزف منهم، وكانت إصابتهم بالرصاص في رؤوسهم ووجوههم مباشرة من مسافة قريبة عبر قناصة في المكان، ولم تكن لديهم أي قطع سلاح؛ لا كبيرة ولا صغيرة”.
وذكر أن “رجال الإسعاف تمكنوا من حمل أحدهم، وعند محاولتنا أخذ جثمان الشهيد الثاني، حصل إطلاق نار، وفكرنا أن المستهدف هي سيارة الإسعاف، لكنه كان إطلاق نار عمودي (من فوق إلى أسفل) على شاب فلسطيني خرج من العمارة التي نقف أمامها، ليتبين أن قناصة الاحتلال تتمركز في العمارة السكنية ذاتها التي نقف أمامها على الأرض، فغادرنا المكان ولم نستطع وقتها حمل الشهيد الثاني ولا الثالث الذي قتله القناصة خلال تواجدنا في المكان”.
وأشار إلى أنه عاد إلى المكان، وقام بتحميل جثمان الشهيد الثاني، وأما الشهيد الثالث، فقام فلسطينيون آخرون بأخذه للمستشفى بعد مغادرة قوات الاحتلال المكان.
وأكد الناشط لـ”عربي21″، أن “ما قامت به قوات الاحتلال صباح اليوم، هو إعدام ميداني بحق ثلاثة شبان فلسطينيين، ومجزرة حقيقية بكل معنى الكلمة، وإطلاق النار كان على الرأس بهدف القتل”.
وبشكل متواصل، تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بإعدامات ميدانية بحق المواطنين الفلسطينيين في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إضراب في جنين
وأعلنت القوى الوطنية والاسلامية في محافظة جنين، الإضراب الشامل وتعليق الدراسة حدادا على أرواح الشهداء.
ونددت بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ودعت الفلسطينيين كافة إلى المشاركة في تشييع جثامينهم.
من جهته، وصف محافظ جنين أكرم الرجوب، العملية بـ”الجريمة البشعة”.
وقال لوسائل الإعلام: “نفذ الجيش الإسرائيلي جريمة بشعة بحق الشعب الفلسطيني وبحق مدينة جنين. هذا السلوك دائما لا نفاجأ به، معتادون عليه، الشعب معتاد على السلوك الإجرامي لقوات الاحتلال التي داهمت جنين”.
وأضاف: “تم إطلاق النار بشكل مبالغ فيه، ومقصود بهدف القتل، ونحن استفقنا على جريمة حقيقية نفذها الاحتلال”.
ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تنفرد بالقضية الفلسطينية، وتنفذ جرائمها.
وأكد أن “مواجهة العدوان تأتي من خلال صمود شعبنا ووحدته الوطنية التي يجب أن يجسدها في وجه الاحتلال والإجراءات”.
وطالب بموقف دولي وعربي داعما لحقوق الشعب الفلسطيني ومساندة لقضاياه وتشكل ردعا لسلوك الاحتلال.
المصدر: عربي21