تواصل المحافل العسكرية والأمنية الإسرائيلية متابعة تفاصيل الهجوم الإيراني على ما قيل إنه قاعدة استخبارية تابعة لجهاز الموساد في أربيل شمال العراق، وما قد يتركه من تصعيد ميداني عملياتي بين طهران وتل أبيب.
ويأتي الهجوم الإيراني بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقاعدة في دمشق، أسفرت عن مقتل اثنين من كبار ضباط الحرس الثوري، ما دفع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى أن ترفع مستوى اليقظة والاستنفار لديها خشية من انتقام طهران.
القناعة الإسرائيلية السائدة تشير إلى أن الرد الإيراني على هجوم دمشق سيأتي، لكنه لن يكون بالضرورة قريباً، في ضوء التعهدات الإيرانية بأن الهجوم لن يمر دون عقاب، الأمر الذي يزيد من حدة التوترات الإقليمية المتصاعدة في المنطقة، خاصة مع تعثر إنجاز الاتفاق النووي في فيينا. لكن انتقال الرد الإيراني إلى شمال العراق، يعني أن الإيرانيين قرروا عدم الرد في قلب دولة الاحتلال، على الأقل حتى الآن، لاعتبارات غير معروفة بعد.
أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري، ذكر في تقرير ترجمته “عربي21” أن “هجوم أربيل جاء استمرارا لما شهدته السنوات الأخيرة من تهديدات أطلقها الإيرانيون بالثأر لمقتل جنودهم وضباطهم على الأراضي السورية، وأنهم لن يتركوا حساباً مفتوحاً مع إسرائيل، وقد أثبتت الوقائع الميدانية دقة هذه التقديرات، ونجاعة القدرات الإيرانية، لأنها أثبتت أنها قادرة على الرد على إسرائيل بعدة وسائل، من بينها إطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار وهجمات مسلحة”.
وأضاف أن “هجوم أربيل يرتبط بمحاولات أطلقها الإيرانيون بالفعل من ذي قبل بتشغيل طائرات مسيرة بدون طيار تحمل متفجرات، وتعمل على إدخالها إلى الأجواء الإسرائيلية، وهو ما يتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي مؤخرا عن إحباطه نوايا طائرات إيرانية بدون طيار قبل نحو عامين، وقبل نحو عام، في محاولتين مختلفتين، لإرسال أسلحة في مناطق محيطة بإسرائيل، واحدة منها في قطاع غزة”.
اليوم، وبعد الهجوم الذي استهدف قاعدة الموساد المتمركزة في أربيل شمال العراق، ليس من الواضح بعد ما إذا كان الإيرانيون اكتفوا بذلك، أم إنهم قد ينفذون هجوما على طول الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان أو في الساحة الجوية، في محاولة لضرب الطائرات الإسرائيلية.
وقد دفع هذا التطور بالجيش الإسرائيلي للتعامل مع هذه التهديدات الإيرانية برفع مستوى اليقظة جوا وبحرا وبرا، رغم أن التقدير السائد لدى مسؤولي الأمن والجيش في تل أبيب يفيد بأن الإيرانيين لن يتسرعوا في الرد، على اعتبار أن إيران تمر في فترة حساسة، وليست بصدد تنفيذ هجمات مباشرة، على الأقل حاليا.
المصدر: عربي21