أعلنت قوى سياسية سودانية، أنها تلقت دعوة من الاتحاد الأفريقي لعقد اجتماع تشاوري يوم الاثنين المقبل في العاصمة الإثيوبية، لمناقشة جهود وقف الحرب المندلعة في البلاد.
ويعد الاجتماع المقبل الثاني من نوعه، الذي تنظمه لجنة الاتحاد الأفريقي الرفيعة المعنية بالأزمة في السودان، إذ سبق ونظمت في العاشر من يوليو/ تموز الماضي اجتماعًا قاطعته عدد من القوى السياسية، على رأسها تنسيقية “تقدم”، وذلك احتجاجًا على مشاركة منسوبين لنظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
وقال المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، بكري الجاك، إن المشاورات مع الاتحاد الأفريقي مستمرة منذ مطلع يونيو/ حزيران الماضي، بشأن التحضير للعملية السياسية في السودان.
وأضاف الجاك، في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن “تقدم” تلقت الدعوة من الاتحاد الأفريقي لعقد الاجتماع التشاوري في 12 أغسطس/آب الجاري، وستشارك بمكوناتها ورؤيتها”.
وأوضح أن الأجندة التي سيناقشها الاجتماع المرتقب هي “التوصل إلى رؤية مشتركة لإنهاء الحرب في السودان، وكيفية إطلاق عملية سياسية ناجحة لوضع البلاد على مسار انتقال ديمقراطي يحقق السلام والعدالة والاستقرار”.
وأكدت مصادر لـ”إرم نيوز”، أن الاتحاد الأفريقي قدم الدعوات للقوى السودانية كافة التي قاطعت اجتماع العاشر من يوليو/ تموز الماضي، وتشمل هذه القوى إلى جانب “تقدم” كلاً من “الحزب الشيوعي، حزب البعث العربي، المؤتمر الشعبي، الاتحادي الأصل، الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور”.
ويأتي الاجتماع التشاوري للقوى المدنية السودانية في أديس أبابا، بالتزامن مع الحراك الدولي بشأن وقف الحرب في السودان، حيث ينتظر أن تستضيف جنيف محادثات في 14 من الشهر الجاري، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لوقف إطلاق النار.
من جهته، قال المحلل السياسي، علي الدالي، إن الاتحاد الأفريقي لا يعمل بمعزل عن القوى الدولية الضاغطة لوقف الحرب في السودان لأجل معالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة، من خلال فتح الطرق لمرور المساعدات الإنسانية للعالقين وسط الصراع.
وأضاف الدالي، في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن “الاتحاد الأفريقي ربما هو مكلف من قوى دولية لجمع شتات القوى السياسية السودانية المختلفة، ودفعها للاتفاق على مشروع سياسي واحد، لرسم ملامح الفترة الانتقالية التي تعقب وقف الحرب”.
وأشار إلى أن الاجتماع المقبل يأتي تصحيحًا لموقف الاتحاد الأفريقي السابق، حينما عقد اجتماعًا شاركت فيه قوى سياسية محسوبة على نظام الرئيس السابق، مرفوض مشاركتها في العملية السياسية المقبلة.
وأضاف الدالي أن “هذا مسار سياسي جديد يسير جنبًا إلى جنب مع المسار العسكري، الذي يتوقع أن يبدأ في جنيف منتصف الشهر الجاري”، موضحًا أن المجتمع الدولي والإقليمي يبدو أنه يتجه لتقسيم المراحل لوقف الحرب في السودان، على أن يتولى الاتحاد الأفريقي وبعض دول الجوار المسار السياسي، بينما تستضيف جنيف المسار الأمني والعسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، لمناقشة كيفية وقف الحرب، والاتفاق على مصير قوات الدعم السريع، وكيفية بناء جيش مهني واحد.
وتوقع الدالي أن يجمع الاجتماع التشاوري في أديس أبابا بين تنسيقية “تقدم” ومجموعة الكتلة الديمقراطية، وإعادة منصة تأسيس وحدة قوى الثورة من جديد، مع إضافة بعض القوى الجديدة غير المتحفظ على مشاركتها في العملية السياسية.
المصدر: إرم نيوز