دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي، يوم الاثنين، إلى تبني موقف موحد إزاء التعامل مع الأزمة في السودان. وأضاف، في كلمة خلال اجتماع الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد): «أدعو إلى الوحدة الكاملة بين المنظمات الإقليمية والقارية و(الإيقاد) والاتحاد الأفريقي، لأنها شرط لا غنى عنه لفاعلية تضامننا مع السودان ولتخفيف التدخل الأجنبي».
وعقدت الهيئة الحكومية للتنمية قمة في جيبوتي، شارك فيها رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي، لإقناع طرفي الأزمة في السودان بإجراء حوار يُنهي القتال بينهما ويَضع حداً للحرب الدائرة. وحذر فقي من أن استمرار الصراع في السودان يهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية واسعة النطاق. وأضاف فقي خلال القمة، أن الأزمة السودانية تتطلب حلاً سريعاً وموحداً من دون تأجيل.
وأشار إلى أن المفوضية الأفريقية تشجع على حوار شامل يقوده السودانيون بأنفسهم لحل الأزمة، مشدداً على أن عملية الدمار الذاتي المستمرة في السودان يجب أن تتوقف، لأن الأزمة تهدد المنطقة بأكملها.
من جانبه، قال رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي، إن دول «إيقاد» ستَدرس سبل إقناع الجيش وقوات الدعم السريع بإجراء حوار كفيل بوقف إطلاق النار بشكل فعلي في المرحلة المقبلة.
يوم ثانٍ من القتال المكثف
في غضون ذلك، ولليوم الثاني على التوالي، تشهد العاصمة السودانية الخرطوم، قتالاً عنيفاً بالمدافع والطيران بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد هدنة قصيرة لمدة 24 ساعة انتهت صباح الأحد. وقال سكان في جنوب العاصمة لوكالة أنباء العالم العربي، إن غارات جوية استهدفت صباح يوم الاثنين، نقاط تمركز لقوات الدعم السريع عند أرض المعسكرات والمدينة الرياضية إلى جانب قصف مدفعي، مع استمرار سقوط القذائف على أحياء في جنوب العاصمة الخرطوم. وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم مساء الأحد، مقتل 18 شخصاً جراء ما وصفته بتساقط القذائف العشوائية على بعض الأحياء وسقوط عدد من الجرحى، قائلة إن المواطنين «عاشوا يوماً عصيباً ودامياً». كما أعلنت غرفة طوارئ شرق النيل في بيان، مقتل شخصين إثر سقوط قذيفة عشوائية على منطقة سكنية. وقال شهود عيان في مدينة أم درمان، إن اشتباكات عنيفة وقعت صباح الاثنين بين طرفي الصراع في شمال المدينة.
تبادل الاتهامات
وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بشن هجمات، حيث قال الجيش إن الدعم السريع شن قصفاً مدفعياً وصاروخياً على مناطق سكنية في جنوب الخرطوم يوم الأحد، وجدد القصف على بعضها صباح الاثنين. في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش، بالاستمرار في الهجوم عليها في عدد من المحاور بمدن العاصمة.
واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً، تهدف إلى إنهاء الحكم العسكري ونقل السلطة إلى المدنيين. وكان من المفترض أن تنتهي تلك العملية السياسية بإجراء انتخابات في غضون عامين، لكن الطرفين كانا قد اختلفا حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش. واتفق الطرفان على أكثر من هدنة خلال المعارك المستمرة بينهما منذ ما يقرب من الشهرين، لكنهما يتبادلان الاتهامات بانتهاكها مراراً.
ويوم الجمعة الماضي، أعلنت السعودية والولايات المتحدة توصل ممثلي الجيش وقوات الدعم السريع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان لمدة 24 ساعة، تبدأ من الساعة السادسة من صباح يوم السبت الماضي بتوقيت الخرطوم.
وقال البلدان الميسران للمحادثات في بيان مشترك يوم الأحد، إنهما لاحظا أن وقف إطلاق النار الذي انتهى صباح الأحد «مكّن من إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية وتحقيق بعض تدابير بناء الثقة». غير أن الرياض وواشنطن عبرتا عن أسفهما الشديد لعودة الطرفين إلى أعمال العنف فور انتهاء الهدنة القصيرة، وأبدتا استعدادهما لاستئناف المحادثات «بمجرد أن يُظهر طرفا الصراع تقيدهما بما اتفقا عليه في إعلان جدة» لحماية المدنيين في السودان.
وأصدرت قوات الدعم السريع يوم الاثنين، بياناً تؤكد فيه التزامها التام بإعلان جدة لحماية المدنيين والتقيد المطلق بقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والاستعداد الكامل للانخراط في المحادثات.
المصدر: الشرق الاوسط