يدت أحزاب وشخصيات حليفة لنظام الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، مبادرة أطلقها زعيم صوفي لاستكمال الفترة الانتقالية في البلاد، تبدأ بانعقاد مائدة مستديرة في منتصف أغسطس (آب) الحالي، يتم الاتفاق فيها على تشكيل حكومة من كفاءات مستقلة، ولجنة لإدارة الانتخابات في يناير (كانون الثاني) 2024.
ومن أبرز القوى السياسية التي سارعت لقبول هذه المبادرة، الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل»، بزعامة محمد عثمان الميرغني، وحزب الأمة، جناح مبارك الفاضل المهدي، ونجل زعيم حزب الأمة القومي الراحل، عبد الرحمن الصادق المهدي.
وطرح الطيب الجد، وهو أحد مشايخ التصوف في السودان، هذه المبادرة تحت مسمى «نداء أهل السودان للوفاق الوطني» لإدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية. وقال الجد في مؤتمر صحافي عقد بالخرطوم، أمس، إن المبادرة «تقوم على تشكيل حكومة من كفاءات مستقلة، ترتب لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة». داعياً القوى السياسية بمختلف توجهاتها للمشاركة في المبادرة، بهدف الخروج من الأزمة الحالية في البلاد.
بدوره، أكد رئيس حزب الأمة، مبارك المهدي، تأييده لهذه المبادرة، وقال بهذا الخصوص: «سنبذل كل جهدنا لإنجاحها. ونحن نسعى من خلال المبادرة للحوار بين الجميع للاتفاق على ترتيبات دستورية جديدة، وعلى معايير تشكيل حكومة مستقلة من كفاءات وطنية، ولجنة تعد للانتخابات بعد 18 شهراً».
وأضاف مبارك المهدي في المؤتمر الصحافي: «من العيب أن نجنح للأجانب والقوى الخارجية، ونسمح لها بالتدخل لجمعنا حول الحوار».
مشيراً إلى أن «هناك من يريد أن يحكم السودان خلال الفترة الانتقالية دون تفويض، وهو ما أوصلنا للنزاع والخراب الذي شهدته البلاد».
ومن جانبه دعا، عبد الرحمن الصادق المهدي، كل القوى السياسية إلى تقديم تنازلات لمصلحة الوطن العليا، قصد تحقيق مطالب الشعب.
وقال إنه يجب «ألا يستثني الحوار أحداً، وألا تسيطر عليه أي جهة».
وأعلنت اللجنة التنفيذية للمبادرة أنها دعت ائتلاف المعارضة «قوى الحرية والتغيير» للمشاركة في المبادرة، إلا أن الأخيرة نفت ذلك.
وجاءت مبادرة الزعيم الصوفي بعد فترة وجيزة من إعلان «العسكريين» الانسحاب من الحوار مع المدنيين، الذي تقوده الآلية الثلاثية المشتركة، المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية الأفريقية «إيقاد»، عملية سياسية لإنهاء الأزمة. ونقلت مصادر إعلامية «محلية» في وقت سابق ترحيب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، بالمبادرة ومباركته لها، قائلاً: «قبلنا بمبادرة رجل الدين المعروف الخليفة الشيخ الطيب الشيخ الجد ود بدر للخروج من الأزمة الحالية، كونه من الشخصيات صاحبة الثقة والاحترام».
في سياق ذلك، أكد سكرتير المبادرة، هاشم الشيخ، أن المبادرة لا تتبنى أو تدعم أياً من الذي رشحوا لمنصب رئيس الوزراء.
وشارك الفاضل المهدي، الذي انشق عن حزب الأمة، في أكثر من حكومة في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، وتقلد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الاستثمار في التشكيل الوزاري الأخير، لكن استقال قبل أشهر قليلة من سقوط نظام البشير بثورة شعبية في أبريل (نيسان) 2019، وقد ظل الحزب الاتحاد الديمقراطي «الأصل»، بزعامة محمد عثمان الميرغني، مشاركاً في سلطة البشير حتى عزله من الجيش.
وأصبح مقدم المبادرة، الشيخ الطيب الجد، خليفة الشيخ العبيد وبدر، مرشد للطريقة القادرية البدرية بمنطقة «أم ضوبان»، شرق العاصمة الخرطوم، وعمل في سلك القضاء، وعينه الرئيس المعزول، عمر البشير مسؤولاً عن دائرة الفتوى في مجمع الفقه الإسلامي.
المصدر: الشرق الأوسط