أخبار السودان:
الهدف من التصعيد هذه المرة حل الحكومة
من هم الجمهوريون وحزب البعث ليحكموا السودان في الفترة الانتقالية؟
الحكومة هي التي تنفذ الأجندة الخارجية لا نحن
مدوا أنبوب البترول من الجنوب للشرق وعجزوا عن توصيل أنبوب ماء الشرب لنا
حوار: محمد عبد الحميد
يدخل غداً إغلاق الشرق حيز التنفيذ بحسب بيان صادر عن رئيس المجلس الأعلى للبجا والعموديات المستقلة محمد الأمين تِرك، بعد فشل المحاولات للاتفاق حول نقطة تلاقٍ بين الحكومة الانتقالية والبجا بشأن العدول عن المضي في مسار شرق السودان باتفاق سلام جوبا.
وأكد الأمين السياسي للمجلس الأعلى لنظارات البجا سيد علي أبو آمنة في مقابلة مع (الإنتباهة) أن ترتيبات الإغلاق تمضي على قدمٍ وساق، بعد الوصول لطريق مسدود في المفاوضات مع الحكومة التي يجب أن تسقط وتأتي حكومة تكنوقراط تذهب بالبلاد إلى انتخابات حرة نزيهة، على حد تعبيره. وغير ذلك في هذا الحوار القصير.
* كيف تمضي الترتيبات لإغلاق الشرق؟
ــ تمضي على قدم وساق وبشكل جيد جداً وبحماس منقطع النظير من الشباب ومجموعات الثوار، وعلى مستويات الإدارة الأهلية والقوى السياسية المختلفة والمجتمع المدني وكل تنسيقية كيانات شرق السودان.
* هل تواصلت معكم الحكومة؟
ــ لا يوجد تواصل ولسنا مهتمين بهذا الجانب، لأننا وصلنا مع الحكومة من خلال التفاكر والتباحث واقتراح واجتراح الحلول إلى طريق مسدود استمر المشوار فيه لمدة عامين ويزيد، ولسنا مشغولين الآن بردود أفعال الحكومة تجاه مباحثاتنا واتصالاتنا السابقة، لأن الشأن انتقل إلى أننا نريد حكومة لا تصنع الخلافات ولا تصنع الفتن ولا تصنع المسارات المفبركة، ولا تحاول إرغامنا على الأقل ــ إن لم أقل كل السودانيين ــ على قبول مسارات واتفاقيات لا علاقة لها بإنسان الإقليم، لا من حيث التمثيل السياسي ولا من حيث القضايا، لذلك لسنا مشغولين بوفود حكومية تأتينا بقدر ما نحن مشغولون بتعاضد كل القوى السودانية المختلفة لحل هذه الحكومة والإتيان بحكومة غير حزبية توصل السودان لمرحلة انتخابات ديمقراطية يظهر فيها أصحاب الأقاليم فعلاً.
* يرى البعض أنكم تنفذون أجندة داخلية وخارجية لإسقاط الحكومة.. ما قولك؟
ــ هذا التحليل قاصر، فنحن ننفذ أجندة قضيتنا والآن ننفذ ما يرسلنا لحل قضيتنا، ونعلنها ثورة وهذا ما نفعله، والحكومة هي من تنفذ أجندات الجهات الخارجية والجهات الداخلية المتعددة.
* ما الفرق بين هذا التصعيد والإغلاق وما حدث في الفترة الماضية؟
ــ التصعيد في المرات الفائتة كان بغرض إلغاء المسار وتنفيذ مقررات مؤتمر سنكات لأنه كان هناك عشم في هذه الحكومة، لكن التصعيد الآن كما أسلفت الهدف منه حل هذه الحكومة الحزبية الفاشلة في كل النواحي الأمنية والاقتصادية والسياسية، والإتيان بحكومة فنية متخصصة غير حزبية وأكثر تمثيلاً للشعب السوداني من حيث الأرض والقضايا، وتعمل في مجالات محددة المنوط بمؤسسات الفترة الانتقالية ان تقوم بها، ثم تنقل الناس إلى انتخابات تقود الناس إلى دولة عادلة.
* حسبما قالت الحكومة فإن الانتخابات قائمة في موعدها فلم العجلة؟
ــ المهم عندنا ليس أن تقيم هذه الحكومة الانتخابات ولو بعد غدٍ، المهم عندنا أن تكون حكومة جديدة غير حزبية، حكومة كما أسلفت أكثر تمثيلاً وأكثر شمولاً ولا تنتسب لأية أحزاب وتنقلنا هي إلى انتخابات، لأن هنالك محاور كثيرة يجب أن تسبق الانتخابات.
* ما هي تلك المحاور؟
ــ مثل قانون الانتخابات ومراجعة السجل والإحصاء السكاني وتسليم الدوائر الجعرافية، وهنالك أشياء كثيرة يجب أن تقوم بها حكومة الفترة الانتقالية لا يمكن أن نتركها إلى حكومة حزبية تقودها أحزاب واحد منها لا يملأ (ركشة) أو (تكتك)، فحزب مكون من ستة أو سبعة أشخاص لا يمكن أن نتركه يقود تلك المراحل التي تسبق الانتخابات.
* نعود لقفل الطريق.. هل هناك استثناءات أم سيكون الإغلاق شاملاً؟
ــ نحن إقليم مظلوم منذ عام 1956م وحتى الآن، فالمركز يمتص ثرواتنا وخيراتنا ويستخدم أرضنا وإقليمنا وكأننا جزء من السودان فعلاً، وعندما يأتي لإعطاء الحقوق والخدمات وإيصال المياه من النيل والتمثيل السياسي في جوبا وفي الوزارات وغيرها، هنا يتعامل معنا كأننا دولة أخرى لا علاقة لنا بذلك، وحتى لو اخترق أمننا وتم تغييرنا ديمغرافياً واستبدالنا بسكان آخرين قادمين من دول أخرى حتى في تلك اللحظة لا يتم التعامل معنا كجزء من السودان، لذلك نحن نريد أن نُعطى مواردنا ونأخذ حقوقنا المبدئية كسودانيين، أو أن يكون لنا إقليمنا ويكون للمركز مركزه، وليبحث عن أرض أخرى يستخدمها وعن موانئ أخرى وعن ثروات أخرى، لذلك نحن نغلق ما يتعلق بالحكومة، أما سيارات الإسعاف وبصات الركاب المواصلات والعربات الخاصة ونقل الأدوية والمنظمات أياً كانت، فهذه مسموح لها بالمرور على عيننا وعلى رأسنا، لأنه ليست لدينا مشكلة لا مع المنظمات ولا مع المرضى ولا المستشفيات لأننا لا نستفيد من تعطيلها، فنحن سنعطل كل ما يتعلق بحكومة الخرطوم التي تريد أن تبدلنا بشعب آخر وتمحونا، وسنسعى نحن لتبديلها بحكومة أخرى لأننا الشعب والقرار قرار الشعب، ونحن الآن نحكم الإقليم الشرقي في منطقة البجا بنسبة 99% وهذا كلام معروف.
* إغلاق الطرق سيضر بالمواطنين قبل أن يضر بالحكومة الانتقالية؟
ــ أنا أعاهدك بأن يتم إسقاط الحكومة في أقل من أسبوع، لأننا نعرف كيف ظلت الحكومات تعتاش من موارد وإمكانات إقليمنا لحوالى اكثر من ستين عاماً، ونحن في ظلم وظلامات وعطش والنيل يقبع على مرمى حجر من شرق السودان، وفشلوا ولم يريدوا توصيل المياه، وأوصلوا أنبوباً لتصدير البترول من نمولي إلى حلفا كما يقولون، من أقصى مناطق الجنوب إلى أقصى شرق السودان لتصدير البترول، وادعوا العجز عن إيصال أنبوب مياه ليس بسمك أنبوب البترول لإيصال المياه ليشرب منها الناس، لذلك دولة لا تعرف شعبها وتريد إعطاء حقوقنا لشعب دولة أخرى ودولة لا تعرف حقوقنا ولا تؤمن بها، نحن أيضاً لا نعرفها ولا نؤمن بحقها في إقليمنا، وليست لدينا مشكلة مع الدولة، وإذا ما عايزة مواطنها يتضرر فلتأتِ بوارداتها عبر إقليم آخر من أية دولة أخرى، ونحن لا نريد تعطيل الشعب ولا الحكومة، نريد حقوقنا.. فلماذا يلقى اللوم علينا وليس على الحكومة التي يجب أن تعطينا حقوقنا لفتح الطريق، وليس أن نفتح الطريق رغم غياب حقوقنا ما لكم كيف تحكمون؟! الحكومة عبارة عن موظفين أتينا نحن بهم وليسوا آلهة، وشاركنا في الثورة من أجل العدالة ولم نجدها في ظل تغييب المركز لنا في كل الأنظمة الديكتاتورية والعسكرية والديمقراطية والكيزانية والشيوعية وحكومة الثورة، وفي كل الأحوال حقوقنا غائبة، فلماذا نصمت ويتم تسريج شعب استجلب أول أمس لحل مشكلة دولة أخرى، تسريجاً كالخيل ليبرطع في إقليمنا وهو ليس شعب شرق السودان، هذا شعب قادم من وراء الحدود لحل مشكلة دولة أخرى، هل أصبح إقليمنا موطناً لمن لا موطن له وملجاً لمن لا ملجأ له؟ والآن يحاولون انتزاع التمثيل السياسي لنا والسيادة والسلطة على هذه الأرض، والله لن يحدث ذلك حتى يموت آخر بجاوي.
* هل سيشمل الإغلاق نهر النيل والشمالية؟
ــ لدينا حلفاؤنا بالتأكيد في نهر النيل والشمالية وكردفان والخرطوم والوسط، ونحن لا نحدد لهم، لكن من أراد أن يغلق الطريق في وجه هذه الحكومة الفاشلة وينتصر للحق ويساند حقوق الناس فليفعل، وهذا ما نريده ونشجع عليه وألا يترك الأمر للبجا، ونحن الآن نقاوم انتهاك السيادة الوطنية بشرق السودان نيابةً عن مؤسسات هذه الحكومة الفاشلة، وأيضاً توجد هنالك هشاشة أمنية في السودان، لذلك محاولة اختراق الأمن القومي من الشرق نحن من يتصدى لها، فلا ينبغي أن نتكفل لوحدنا أيضاً بتغيير هذه الحكومة التي فشلت أمنياً واقتصادياً وسياسياً وحتى عقدياً وقيمياً وتترك الناس جوعى، وربنا أمرنا أن نعبده (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، فحتى الله نعبده لأنه أولاً أطعمنا من جوع وآمننا من خوف، فكيف نوالي حكومة لم تطعمنا من جوع ولم تأمننا من خوف، فكل السودان خائف وجائع وسعر (الرغيفة) وصل الى (25) جنيهاً، فيجب أن يقف كل السودان لتغيير هذه الحكومة والإتيان بحكومة تكنوقراط غير حزبية تعيد الحكم للشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة، فمن هم الجمهوريون وحزب البعث ليحكموا السودان في الفترة الانتقالية؟!