أخبار السودان :
الأمن الغذائي مسؤولية الدولة
إن ارادت اي دولة الاستقرار والاستقلال ، والحفاظ على الهدوء الداخلى ، وافشال اي مخطط خارجي يسعي للاضرار بها ، إن ارادت كل ذلك وزيادة فعليها العمل بجد وحسم وحزم علي منع اي جهة من التحكم في أمنها الغذائي ، وان لاتكون رهينة عند اي جهة لتضغط عليها في توفير الغذاء لشعبها.
وهاهي دول كثيرة تقف عاجزة امام من يتحكمون في غذائها ، وفي عالمنا اليوم يسعى الاستكبار للسيطرة على الدول الأخرى عبر التحكم في أمنها الغذائي.
ومن المعروف ان بلادنا ولله الحمد والشكر تمتاز على كثير من بلدان العالم بتوفر السبل اللازمة للزراعة ، والحصول على إنتاج وفير ليس فقط يكفينا مؤونة اللجوء إلى أحد نستجدي منه طعامنا ، ونرتهن عنده قرارنا ، ويتحكم فينا بما يخدش في استقلالنا ، وإنما كنا نطعم الآخرين دون من او آذى ، ونسهم مع اخرين في التصدي للاستكبار في سعيه للسيطرة عليهم ، ولكن وبكل اسف لم نشكر هذه النعمة الكبري التي حبانا الله بها ، فصرنا نستجدي هذا وذاك ، ونخضع مرغمين لمن يسوى ولايسوى ، وذلك بعد ان أهملنا الزراعة ، ورفعنا يدنا عنها ، وابتعدت الدولة عن هذا القطاع الحيوي الهام ، ولم تقف عند هذا الحد ، بل ضايقت المزارعين بالضرائب والرسوم الباهظة ، وحتي عندما يخرج الإنتاج تشتريه منهم بثمن بخس يزهدهم في زراعته مرة أخري ، والان ونحن نعيش بداية الموسم الشتوي حيث يفترض ان تبدأ زراعة القمح ، وفي هذا الوقت نقرا في الاخبار ان هناك عزوفا جماعيا عن زراعة القمح بالمشاريع
وفي تفاصيل الخبر نقرأ :
تخوف عدد من المزارعين من تأخر اعلان السياسة التمويلية للعروة الشتوية ، وخلال تصريحات سابقة قطع وزير المالية د. جبريل إبراهيم باستمرار دعم القطاع الزراعي في توفير الاسمدة وتمويل الزراعيين ، مشيرا الى دعم فروقات لشراء القمح و تقدر بـ ٨ ملايين دولار وجزم قائلا ” لا مخرج لدينا سوى الزراعة .
وفي ذات الاتجاه قال ممثل المزارعين بمكتب فحل جنوب الجزيرة ، المزارع عثمان ابراهيم ، ان المزارعين متخوفون من زراعة القمح لهذا الموسم خوفا من حدوث المشكلات التى حدثت في الموسم الماضي ، وتعرضهم لخداع من وزارة المالية بتراجعها عن شراء القمح بالسعر المعلن ، إضافة إلى إعلان سعر غير مجد للمزارع ، مشيرا إلى أن عدم تحديد سعر تشجيعي للقمح يؤدي إلى عزوف المزارعين عن زراعة القمح ، وقال ان هذا الموسم يحتاج لسياسات تشجع المزارعين للزراعة ، وطالب وزارة المالية والبنك الزراعى بإعلان السياسة التمويلية حتى يستطيع المزارعون التحضير لزراعة القمح .
ومن جانبه قطع المزارع بهيئة حلفا الزراعية القرية 26 تفتيش الليدج ، معاوية محمد عبداللطيف ، أكد على أن المزارعين الذين يستطيعون زراعة القمح في العروة الشتوية لا يتعدون 10% فقط ، وعزا ذلك لعدم تطهير قنوات الري وارتفاع أسعار المدخلات، اضافة الى عدم اهتمام المؤسسة بالمزارعين .
فيما اتفق معه ممثل المزارعين بمشروع الرهد الزراعي القسم الأول ، المزارع علي حويري ، عدم وجود تحضيرات للعروة الشتوية ، مشيرا لتعرض القسم الأول للغرق الكامل ولا يوجد حتى الآن جبر ضرر للمزارعين الذين تعرضوا للسيول والفيضانات ، مؤكدا على تعطل الطلمبات وانتهاء عمرها الافتراضي ، واضاف ان الطلمبات العاملة لا تستطيع أن تكفي لمياه الشرب وبالتالي كيف تكفي للزراعة ، وشدد على الجهات المختصة بضرورة معالجة الطلمبات واعلان سياسة تمويلية تشجع على الدخول في الموسم الشتوي .
انه حقا امر خطير ولابد ان تتحرك الدولة فورا لإنقاذ الموسم الشتوي والا
كانت النتائج كارثية لاسمح الله.
سليمان منصور