قالت الأمم المتحدة، الخميس، إن الاشتباكات القبلية المتفرقة الدائرة منذ أربعة أشهر جنوب السودان المضطرب أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 359 شخصا، مشيرة إلى أن هذه الفترة شهدت زيادة كبيرة في أعمال العنف في المناطق الريفية التي تسودها الفوضى.
وأدى تصاعد العنف في ولاية النيل الأزرق، والذي بدأ في يوليو/تموز، إلى نزوح حوالي 97 ألف شخص، فر الكثيرون منهم إلى دول الجوار، وإصابة 469 آخرين، وفق إحصاءات المنظمة الدولية للهجرة.
الإحصائيات الصادرة عن وكالة الأمم المتحدة يوم الخميس هي أحدث تقدير للأشهر الأربعة الماضية.
قبل أسبوعين قتل ما لا يقل عن 230 شخصا خلال 48 ساعة من العنف في أعقاب نزاع على الأراضي بين قبيلة الهوسا، التي تعود أصولها إلى غرب إفريقيا، وقبيلتي البرتا والهمج.
تصاعدت وتيرة العنف في وقت يواصل فيه قادة الجيش والفصائل الرئيسية للحركة المؤيدة للديمقراطية محادثاتهما التي تجري برعاية دولية لإعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي.
وكانت تقارير قد تحدثت الشهر الماضي عن موافقة الجيش على مسودة وثيقة دستورية صاغتها نقابة المحامين في البلاد لتشكيل حكومة بقيادة مدنية لقيادة البلاد إلى الانتخابات، المقرر إجراؤها في غضون 24 شهرا القادمة. لكن عدة فصائل مؤيدة للديمقراطية رفضت الاتفاق المبدئي والتفاوض مع الجيش.
يفسر العديد من المحللين العنف القبلي المتصاعد على أنه نتاج لفراغ السلطة الناجم عن استيلاء الجيش على السلطة، حيث ركزت حملة المجلس العسكري على الخرطوم ووسط البلاد، في الوقت الذي سقطت فيه المناطق النائية في دوامة الفوضى.
وأفاد نشطاء محليون ووسائل إعلام سودانية بغياب الجيش خلال الاشتباكات الدامية الأخيرة في النيل الأزرق في أواخر أكتوبر / تشرين الأول.
وردا على ذلك، تجمع المتظاهرون في الدمازين – عاصمة ولاية النيل الأزرق – في وقت لاحق من ذلك الأسبوع، واقتحموا مقر الحكومة المحلية ومنشأة عسكرية.
وأقال الجيش لاحقا أحد كبار القادة العسكريين في ولاية النيل الأزرق.
المصدر: الراكوبة