الأمم المتحدة تحارب الشعب السوداني
ظلت الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي تمارس ضغوطات كبيرة على الشعب السوداني والحكومات السودانية على مر التاريخ وتقف إلى جانب كل ما من شأنه تقويض النظام ونشر الفوضى في السودان.
بداية من حرب الجنوب وما تلتها من حروب داخل الدولة السودانية، وكان الهدف واضح بالنسبة لدول الاستكبار العالمي وهو السيطرة وبسط نفوذها داخل حدود الدولة السودانية ذات الموقع الجيوستراتيجي المهم في افريقيا والشرق الأوسط.
وقد وقفت أمريكا والمجتمع الدولي التابع لها ودعموا بالغالي والنفيس كل الطامعين في السيطرة على البلاد دون مراعاة للديمقراطية التي تدعيها أمريكا ومجتمعها الدولي وقد استخدمت كل نفوذها من مخابرات وأسلحة وحظر إقتصادي وما إلى ذلك ضد الشعب السوداني لإخضاعه وإذلاله وبسط السيطرة عليه.
وقد وجدت أمريكا فرصتها السانحة في ثورة ديسمبر بالإنقضاض على الشعب السوداني وغرس مخالبها في خصر الدولة السودانية وتنفيذ كل أجندتها المخفية والمعنة دون الإكتراس لمعناة المواطن السوداني الذي خرج باحثاً عن العيش الكريم.
ولكن اتت الرياح بما لم تشتهي السفن وضاعت آمال الشعب المظلوم وقد حصد الندم والحسرة من خروجه على حكومته وان كانت فيها ما فيها من المساوئ والفساد، ولكن حال الشعب السوداني اليوم يقول ليتنا لم نخرج ولم نطالب بتغير النظام لما وجدناه من زيف ونفاق وخداع لما يسمى بالمجتمع الدولي ومنظماته واتباعه من الأحزاب السياسية السودانية البائسة التي باعت ضميرها ووطنها ببضع دراهم ومناصب متوهمة.
ولم يعد مخفي على ذي لب الدعم السخي الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للمليشيا المتمردة سواءاً كان ذلك بالسلاح عبر ربيبتها دويلة الشر الإمارات العربية المتحدة او من خلال مواقفها في مجلس الأمن ودفاعها عن الدويلة وكذلك سعيها الحثيث لإيقاف اطلاق النار من طرف واحد حتى تتمكن المليشيا من إعادة تموضعها مرة أخرى ولملمة أطرافها
وترتيب صفوفها بعد الهزائم التي لاحقت المليشيا في الفاشر وأمدرمان وغيرها من محاور القتال.
ولم تكن مفاوضات جنيف إلا من هذا القبيل وتصب في هذا الاتجاه فبالأمس القريب كانت أمريكا تقول بأعترافها بالسيد البرهان وأنها سوف تخاطبه بصفته الرسمية كرئيس لمجلس السيادة الانتقالي ورئيس للحكومة وكل ذلك طبعاً لإستدراج البرهان إلى جنيف وإخراج دويلة الشر من المحاسبة القانونية وكذلك إخراجها من التهم التي تحوم حولها بتدخلها في الشأن السوداني ودعمها الغير محدود للمليشيا المتمردة الذي لم يعد مخفي على الجميع.
وبعد رفض الوفد الأمريكي لقاء السيد البرهان في بورتسودان واكتفوا فقط بلقائه في مطار بورتسودان ورفض البرهان لذلك اضطرت أمريكا للجلوس مع الحكومة السودانية في جدة لمناقشة مفاوضات جنيف وما يدور فيها ولكن بعد انتهاء الجولة ورفض الحكومة السودانية للشروط والمغريات الأمريكية بشأن مفاوضات جنيف وذلك لعدم جدية أمريكا في إنهاء التمرد وإخراج المليشيا من بيوت المواطنين ومفاوضات جنيف ليست سوى دعاية إنتخابية لأمريكا ومتى رعت أمريكا اتفاقية سلام ناحجة وغير ملغومة وتخدم مصالحها وأجندتها هي فقط حتى تطمئن لها الحكومة السودانية والشعب السوداني .
وعليه يجب على الحكومة السودانية التوجه إلى الشرق بأسرع وقت ممكن وبدون أي سقوف حتى يتم إخراج البلاد من هذا المأزق الحرج.
بقلم: يوسف الصديق