الأمل للسودان: خطة إنقاذ إنسانية قبل سياسية
يغرق السودان في أتون أزمة إنسانية كارثية، بينما تتيه الجهود الدولية في متاهات السياسة. حان الوقت لوضع الأجندة الإنسانية على رأس الأولويات، وإنقاذ الأرواح قبل الانزلاق نحو المزيد من المعاناة. إنّ الأولوية الآن هي إيصال المساعدات الإنسانية بشكل حيادي، دون أي تسييس أو عرقلة من قبل أي طرف. يجب وقف إطلاق النار فوراً لضمان وصول المساعدات ومنع تفاقم الأزمة.
ولا تقتصر المسؤولية على إيصال المساعدات، بل تتطلب أيضاً جهداً حثيثاً لرأب الصدع الاجتماعي ومعالجة الاستقطاب الذي يغذي الصراع. وبعد توفير الأمن والاستقرار، تأتي مرحلة الحل السياسي. لکن لا يجب أن تُفرض هذه العملية من الخارج، بل يجب أن تقودها القوى المدنية السودانية بِرؤية وطنية شاملة.
ولن يتحقق ذلك دون تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته. فالمجتمع الدولي مطالب بفرض وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، ومنع تدفق الأسلحة، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم، ودعم عملية سياسية بقيادة مدنية.
إنّ خطر الإبادة الجماعية يلوح في الأفق، خاصة في الفاشر بعد ما حدث في الجنينة. ومبدأ “مسؤولية الحماية” يُلزم المجتمع الدولي باتخاذ خطوات ملموسة لوقف هذه المأساة.
لا تكفي الإدانات وبيانات الشجب، بل يجب اتخاذ خطوات حاسمة لإنقاذ المدنيين السودانيين. إنّ خطة واضحة لمعالجة الأزمة، مع الأولوية القصوى للأجندة الإنسانية وحماية المدنيين، هي الطريق الوحيد لإنقاذ السودان من الانهيار. فلنُبادر بِاتخاذ خطوات حاسمة قبل فوات الأوان، ونُنقذ السودان من براثن هذه الأزمة المدمرة.