الأردن قاعدة غربية متقدمة بالمنطقة
كثيرا ما احتج الشعب الاردني على مواقف حكومته المتماهية مع الكيان الصهيوني والغرب في العدوان الظالم على غزة والتامر على محور المقاومة ككل لكن الحكومة الأردنية لا تعبأ بمواقف شعبها وتمضي في خطها الذي تسير فيه.
فالأردن الذي يحتفظ بعلاقات مع إسرائيل ويشكل درع حام للعدو امام هجمات تعبر اجواءه من العراق و إيران باتجاه اسرائيل ،. هو نفسه الأردن الذي كانت تدار منه غرفة الموك لشن الحرب على سوريا ، وهو المتامر على العراق رغم الأيادي البيضاء لبغداد عليه لكنه يغدر بالعراقيين كثيرا ، واذا خرج ابطال اليمن وضيقوا الخناق على العدو اسنادا لغزة زاد الأردن صادراته للعدو وتامر مع السعودية والإمارات على الفلسطينيين بإيصال البضائع إلى العدو وغزة المحاصرة تموت من الجوع وعمان تمنع وصول اى سلاح للضفة .
ويخطو الأردن إلى الامام ليصبح قاعدة عسكرية وامنية واستخبارية متقدمة للغرب تخدم العدو وتتامر على المقاومة ، ويعتبر اعلان افتتاح مكتب لحلف الناتو في عمان خطوة في مسار لعب الأردن دورا علنيا في توفير الحماية لإسرائيل وقد برز ذلك بوضوح في عملية الرد الايرانى على اسرائيل لقصفها القنصلية في دمشق (الوعد الصادق ) وتصدي الأردن لهجمات إيران على اسرائيل في أبريل 2024.
ويري مختصون ان افتتاح هذا المكتب قد يشكل غطاءً قانونياً دولياُ لتحويل الأردن، الى قاعدة انطلاق للعمليات والحروب الأمريكية التي تُنفّذ تحت اسم الحلف، والتي قد تشارك في إطار المواجهات والمعارك والحروب المستقبلية ضد محور المقاومة.
جدير بالذكر أن الحلف أنشأ خلال سنة 1994 ما يُعرف بإطار “الحوار المتوسطي”، الذي ضم إسرائيل ومصر والمغرب وتونس وموريتانيا، ثم التحق به الأردن سنة 1995.
وشمل التعاون الثنائي العسكري ما بين هذه الدول والحلف ما يُعرف بـ”مكافحة الإرهاب” من خلال تقاسم المعلومات الاستخبارية بشكل فعال، والتشاور بشأن أمن الحدود، وغيره من المجالات. ومؤخراً جرى الاتفاق في قمة الناتو لعام 2024 في واشنطن على ما سمّي بخطة عمل لتعزيز نهج التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواكبة تطورات المشهد الأمني والإقليمي والعالمي.
ومن المرجح قيام إسرائيل باستغلال هذا الأمر، من أجل استخدام الأراضي الأردنية كساحة للمناورات وربما ساحة للاستخدام خلال معاركها وحروبها، لا سيما إذا ما تعرضت القواعد الجوية في فلسطين المحتلة الى تهديد ما.
وهذا ما حصل أمر شبيهٌ له عندما أسقطت الطائرات الإسرائيلية بعض الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية في الأجواء الأردنية.
ويرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي إتش.إيه هيلر، قرار الحلف بفتح مكتب اتصال في الأردن “بالخطوة الهامة”، وأنه يُظهر حرص الناتو على التأكيد بأن العالم قد تغير. وعدّه قراراً منطقياً بضوء “التواجد الروسي بالشرق الأوسط”. فهل يعني ذلك أن الملك عبد الله الثاني قد قرّر انخراط الأردن في الصراع الغربي مع روسيا!!
سليمان منصور