افريقيا تخطو نحو الانعتاق من الغرب
يعرف الافارقة جيدا ان الغرب لايريد بهم خيرا ، وقد عمد المستعمر تاريخيا إلى استغلالهم وسرقة مواردهم وحرص على ابعادهم عن التعليم والتعلم وحتى عندما خرج من القارة ونالت شعوبنا استقلالها فان الاستعمار
ابقي عملاءه من أبناء البلد حكاما يديرون اهلهم بما يحفظ للمستعمر امتيازاته ويجعل البلد في يده يديرها ابناؤها كوكلاء عنه ، لذا دعم المستعمر الحكومات التي تسلطت على شعوبها وشكل لها حماية باعتبار انها تحمى مصالحه ولا محذور عند هؤلاء الحكام يمنعهم من ضرب اهلهم والتنكيل بهم ومنع اي حركات تحرر تقوم في البلدان الأفريقية تنادي بضرورة الانعتاق عن المستعمر وكشف الاعيب من ابقي عليهم حكاما.
وحتى يحافظ المستعمر على مصالحه كاملة دون أن يحتك بالمواطنين الأفارقة ترك لهم اهلهم يديرون البلد ويقمعون مواطنيهم ويمنعونهم من مجابهة المستعمر وهو بدوره يختص هؤلاء الحكام ببعض الامتيازات ويوفر لهم الحماية ويجعلهم يعرفون ان الحفاظ على حياتهم ومصالحهم الابقاء على امتيازاتهم رهن محافظتهم على مصالح الاستعمار.
وقد نشأت بعض حركات التحرر متمردة على الحكام الظلمة الذين ارتبطوا بالاستعمار وسعت هذه الحركات إلى تنظيم نفسها وكسب ثقة الشعوب الأفريقية والعمل على ضمها إليها ومحاربة الحكومات الأفريقية المرتبطة بالمستعمر والعميلة له ، وفي بعض البلدان كان من بين هؤلاء الثوار التحرريين بعض الضباط الوطنيين الذين لم يقبلوا بتبعية بلدانهم وارتهانها للمستعمر واتضح نشاط هؤلاء الضباط في قيامهم بتحركات
عسكرية لتصحيح الأوضاع في بلدانهم وازاحة الحكومات الموالية للمستعمر والعمل على كسب تأييد الجماهير وتوعيتها بحقوقها المهضومة وتامر الغرب عليهم وتوظيفه بعض أبناء البلد للاضرار باهلهم ، وقد قامت هذه الحكومات الوطنية بخطوات تحررية تمثلت في تقليل التواجد العسكري الأجنبي على أراضيها وبعضها سعي للاستقلال الاقتصادي ومحاربة الهيمنة والنفوذ الغربيين مع صعوبة ذلك ، وقد كسبت هذه الحكومات تأييدا جماهيريا واسعا على المستوى المحلي ، وان كانت الضغوط الإقتصادية قد أثرت في هذه الدول لكنها حتما لم تدعها تترك رسالة التحرر والانعتاق من نير الاستعمارو الاعيبه.
وفي هذا الصدد نقرا عن مناورات عسكرية أعلنت عنها نيامي تهدف بحسب الداعين إليها إلى مكافحة الإرهاب غربي البلاد وذلك بمشاركة دول من منطقة الساحل ، بينما يعلن المجلس الأوروبي عدم تمديد مهمة الشراكة العسكرية للاتحاد الأوروبي مع نيامي وإنهاءها الشهر المقبل وهذا احد انواع الضغوط الاستعمارية على حكومة يراها الغرب مناوأة له عاملة على تشجيع الانعتاق عنه والتحرر من هيمنته ونفوذه .
سليمان منصور