استنزاف العدو سيؤدي إلى هزيمته
يعمل محور المقاومة بفصائله المتعددة على ترسيخ سياسة الضغط المتواصل على العدو من مختلف الجبهات حتي يتم استنزافه وانهاكه وارهاقه تمهيدا لهزيمته التي من المؤكد انها ستتحقق.
وجاء طوفان الأقصى ليحبط خطط العدو ويفرض عليه أن يدافع بدل المبادرة بالهجوم التي كان يعمل على ارسائها كقاعدة ، وبذا دخل العدو في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة التي تنهكه وداعميه.
ويعلم الجميع أن الأعداء وعلى رأسهم أمريكا عملوا ومازالوا يعملون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح العدو الإسرائيلي والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وحتى الأفراد المؤيدين للمقاومة وان لم يكونوا مؤطرين داخل فصيل معين او حركة ما فقط المهم ان تكون مقاوما لتعمل إسرائيل على محاربتك بل قتلك ، وهذا ما يفرض على الجميع العمل معا ويتأكد هنا التمسك بشعار وحدة الساحات الذي نظر له وطرح فكرته الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي عندما حذر من تشرذم حركات المقاومة وتفرقها قائلا ان عدم توحدنا يمكن العدو من الاستفراد بنا وقتلنا جميعا كلا على حدة.
ومما ساعد على تبجح الصهاينة ومضيهم في مشروع تفريق الأمة وتمزيقها والعمل على منع وحدتها كما ساعدهم على ذلك حالة التخاذل والهروب العربي الرسمي من تحمل المسؤولية ومواجهة أطماع إسرائيل ومناصرة اخوانهم في فلسطين.
وفي هذا الوضع الذي تعيشه الشعوب وتعاني فيه من الاجرام الصهيوني فالكل يعلم أن الولايات المتحدة شريك ومموّل لكل إجرام العدو الإسرائيلي وهذه المذابح البشعة وجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها وترتكبها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطينى جاءت بدعم وتأييد وتمويل أمريكي واضح بل ان الإدارة ألامريكية لا تخفي ذلك.
وقد نقل الأميركي بمئات طائرات الشحن الجوي العملاقة وأكثر من 100 سفينة عشرات آلاف الأطنان من الوسائل الإجرامية للعدو الإسرائيلي ، والأمر ليس جديدا كما نعلم فأميركا ولأكثر من نصف قرن تضخّ كميات كبيرة من الأسلحة إلى الاحتلال وهذا ما يجعلها شريك ومموّل لكل إجرام العدو الإسرائيلي، وهي التي تقتل وتصنع وتمول مآسي الشعب الفلسطيني.
ورغم كل هذا الدعم الأمريكي الضخم والغربي بشكل عام فان وحدة الساحات ونشاط جبهات الإسناد مضافا إلى العمل المقاوم الأساسي في الداخل الفلسطيني كلها أعمال كفيلة باستنزاف العدو وحتما سيؤدي هذا الاستنزاف إلى هزيمة العدو مهما امتلك من أسباب القوة الجبروت.
سليمان منصور