أخبار السودان :
استمرار الحرب يهدد بزيادة الانهيار الاقتصادي
يخطئ من يظن ان في استمرار الحرب الحالية خير لاهل السودان، ومع كل يوم جديد تتضح صوابية الدعوة لايقاف الحرب وانهاء هذا الوضع المأساوى الذى يعيشه المواطن داخل وخارج البلد ، وقد تفاقمت المشاكل في الداخل وبين النازحين في دول الجوار واتضح للناس ان استمرار الحرب يعني المزيد من الدمار والنهب والسلب والقتل والتخريب والفوضى العارمة التي اجتاحت البلد في ظل عجز الجيش عن حسم التمرد وتوفير الامان وحماية المواطنين المساكين.
ولايمكن الحديث عن تداعيات واثار الحرب الكارثية على البلد دون التوقف مع الاقتصاد والضرر الكبير الذي لحق به وماترتب على ذلك من معاناة ستزيد ويتعب الناس اكثر ان لم تتوقف هذه الحرب اللعينة.
وتتحدث تقارير الجهات المختصة ان الصراع في السودان تسبب و يتسبب في تدهور كبير للاقتصاد المنهك اصلا.
مع استمرار الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، يُعاني اقتصاد البلاد المنهك أصلاً من تدهور كبير، حيث خرجت غالبية قطاعات الإنتاج العامة والخاصة عن الخدمة جراء تعرّضها لعمليات نهب وتدمير واسعة في الأشهر الأولى لاندلاع الصراع، وطالت تلك العمليات كبرى الشركات والمصانع والبنوك ، في حين تراجعت حركة الصادرات خصوصاً الزراعية وصادرات الماشية، بحسب وكالة أنباء العالم العربي.
وبسبب ضعف الإيرادات عجزت الحكومة عن الوفاء بكامل مرتبات العاملين في مؤسسات الدولة وايضا لم يتلق المعاشيون استحقاقاتهم منذ شهر سبتمبر الذي كان اخر شهر تلقى فيه المعاشيون مرتباتهم على ضعفها مما يعد قصورا حكوميا غير مبرر البتة.
وكان البنك الدولي توقّع في أكتوبر الماضي، حدوث انكماش في الاقتصاد السوداني، بعد أن دمرت الحرب قدرات الدولة ورأس المال البشري.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية في السودان (أوتشا)، في بيان، إن البنك الدولي توقّع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 12 في المائة لأن الصراع أوقف الإنتاج ودمّر رأس المال البشري وقدرات الدولة.
وأشار البيان إلى أنه جرى تعديل توقعات النمو للسودان بانخفاض مقداره 12.5 نقطة، حيث ألحق النزاع المسلح الضرر بالقاعدة الصناعية والمرافق التعليمية والصحية، مشيراً إلى أن الحرب تسببت في انهيار النشاط الاقتصادي، بما في ذلك الخدمات التجارية والمالية، وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
سليمان منصور