استقبال MBS تنكر لحقوق الإنسان
لانستغرب ان راينا الغرب المنافق يتنصل عن ادعاءاته حماية حقوق الاتسان والدفاع عنها بل والذهاب بعيدا فى هذا الباب ، والوقوع فى التناقض الصريح إذ يقول الساسة وقادة العمل العام فى البلدان الغرببة انهم لن يجاملوا فى موضوع حقوق الإنسان ، ويدعون انهم يقولون لكل مخطئ أخطأت ، وبعد عملية القتل البشعة جدا للصحفى السعودى جمال خاشقجى فى قنصلية بلاده باسطنبول والقول شبه المؤكد بضلوع ولى العهد الأمير محمد بن سلمان بشكل مباشر فى الجريمة تخطيطا وتوجيها وإشرافا ومتابعة تفصيلية حتى خروج الأدوات المنفذة ، منذ ذلك الوقت والغرب يتحدث عن ضرورة ملاحقة الأمير محمد بن سلمان باعتباره المسؤول الاول عن الجريمة ، منذ ذلك الوقت والامير يخضع لعملية حصار شبه كامل ومقاطعة من الغرب وحرص على عدم لقاء الرجل ما لم تتقرر حقائق معينة على رأسها إقرار الامير بالمسؤولية عن ماحدث ، ومعالجة ما ترتب على ذلك ، ولكن الغرب المنافق سرعان ما تخلى عن المبدئية التى يدعيها وركل القيم التى يزعم انه يراعيها وسقط فى امتحان الأخلاق كما سقط من قبل كثيرا ، وتمكن الامير محمد بن سلمان من اللقاء ببعض الزعماء الغربيين وفقا لما يخطط له ويريد هو لا كما يدعى الغربيون المنافقون.
الرئيس الأمريكى جو بايدن هو من كسر هذا الطوق والتقى الرجل اكثر من مرة فى زيارته الأخيرة للسعودية ، وقد خالف وعدا قطعه على نفسه ان لا يلتقى بالامير المتهم بالوقوف خلف القتل، ولكن انكشف للعالم ان بايدن كما الساسة الغربيين كذوب لايعتد بقوله ولا يفى بوعده.
وبعد أن كسب محمد بن سلمان الرهان والتقى بايدن وانتزع شرعية يخاطب بها الغربيين مؤسسات ودولا ، سافر إلى أوروبا كاول سفر له إلى القارة العجوز منذ مقتل خاشقجى ، ووصل محمد بن سلمان إلى أثينا ، ومنها قرر السفر إلى فرنسا ، وكان الغرض الاساسى له ان يصل علنا إلى باريس ويستقبله الرئيس ماكرون وحكومته ليقول للعالم اجمع ان الغربيين الذين قالوا يومها انهم لن يلتقوه هاهم يستقبلونه ويتباحثون معه حول مختلف المواضيع ، ولايهمه منها شيئ إنما اللقاء فى حد ذاته يكفيه ، وقد حقق الأمير ما يريد ، فقد تقرر ان يزور فرنسا دون ترتيب مسبق وإنما قبل يوم واحد فقط تم الإعلان عنها ، ويومها كان الرئيس ماكرون فى زيارة رسمية معلنة سلفا ومبرمجة إلى أفريقيا ، وجاء الرئيس ماكرون راجعا إلى باريس فى نفس الليلة قاطعا زيارته الأفريقية واستقبل الأمير رسميا ، وعلى عشاء عمل تباحث الطرفان حول الأوضاع الاقتصادية ، وضم اللقاء عشرة وزراء من كل جانب ، وخرج بيان ليؤكد ان الجانبين بحثا قضية تنويع مصادر الطاقة ، واهمية تسهيل نقل الحبوب الغذائية بين دول العالم ليكسب محمد بن سلمان الجولة ويحقق ما أراد ، ويثبت ماكرون انه كبايدن وعموم الغربيين ليسوا الا منافقين لايعتد بكلامهم ولايوثق بوعد لهم.
الرئيس ماكرون قال للصحفيين ان اللقاء بولى العهد السعودى كان مهما لضمان استقرار المنطقة باعتبار ان السعودية دولة محورية ومهمة لايمكن تجاوزها ولابد من التعامل معها ، وكأنه يقول لنا ليست هناك وسيلة للتعامل مع السعودية دون التواصل مع ولى العهد ، وهذا ما كان يريده الأمير محمد بن سلمان بالضبط ولايرغب فى غيره.
رئيسة الوزراء الفرنسية حاولت الدفاع عن قرار حكومتها لقاء من قرروا مقاطعته من قبل فقالت ان فرنسا ملتزمة بالدفاع عن حقوق الإنسان ، ولن تتخلى عن هذا الامر ، وأنها تعتبر لقاء الحكومة بولى العهد السعودى لايتنافى مع هذا الالتزام ، وهذا الكلام ليس إلا هرطقة لا قيمة لها ، فمحمد بن سلمان متهم والغربيون قرروا من قبل مقاطعته وهاهم لتحقيق مصالحهم يتخلون عن مايدعون انها مبادئ حاكمة وملزمة لهم.
الغربيون بنفاقهم وميكافيليتهم وعدم صدقهم إنما يحاربون القيم ويتنكرون للمبادئ بلقائهم ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان.
سليمان منصور