استقبال ايلا نكاية في العسكر والمدنيين
لايمكن اغفال الاستقبال الكبير واللافت للدكتور محمد طاهر ايلا من قبل جماهير الشرق ، والتدافع الواضح للجماهير التى هبت بإعداد كبيرة إلى مطار بورسودان ، وكان كل أمر مرتبا من قبل ، حيث تحركت لجان مختصة تنظم الاستقبال وتعد له ، ونزل الدكتور ايلا من الطائرة يلوح بيديه لمستقبليه وكانه زعيم قبلى كبير أو حاكم للمنطقة وليس احد أركان النظام الذى ثارت عليه الجماهير واطاحت به وغيرته وتم حظر حزبهم ومنعوا من ممارسة العمل السياسى ، بل ما زال بعض كبار قادة التنظيم والنظام السابق مازالوا يرزحون فى السجن ، ما بين من تجرى محاكمتهم ، واخرين منتظرين منذ فترة طويلة ، وطائفة ثالثة ملاحقة ومفتوح بحقها بلاغات ، وهم ما بين موجود فى الخارج وهارب يخفى نفسه فى الداخل.
نقول هبت الجماهير لاستقبال ايلا وهو احد أركان الحكم البائد حتى السقوط ، أضف الى ذلك أن كثيرين يتحدثون وحتى قبل سقوط حكم الإنقاذ عن تورط الدكتور أيلا فى فساد منظم ورعايته لمفسدين وتحول الامر بعد سقوط الإنقاذ إلى تحريك بلاغات ضد الرجل ، وهاهو قد جاء من الخارج الان ، وبدل ان يكون خائفا من الملاحقة الامنية والمساءلة القانونية اذا به يدخل البلد دخول الفاتحين ، ويطوف بين مستقبليه محييا لهم من سيارته المكشوفة ، والجماهير تحيط به ، وتجعل تحركه صعبا ، والكل يهتف مرحبا به ، فى مشهد جعل الكثيرين يتساءلون ما الذى يجعل جماهير البحر الأحمر تخرج لاستقبال أيلا وهو احد أركان النظام البائد ، واعمدة الفساد فى البلد؟
ان اهل البحر الأحمر حتما ليسوا داعمين لفساد الإنقاذ ، ولا متوافقين مع قادتها ، وحتى عندما قامت الثورة لم يتأخروا عن الركب ، وإنما خرجوا مع من خرج من إخوانهم فى الولايات الأخرى ، ينادون بضرورة ذهاب البشير وزمرته الحاكمة ، وكان شعار تسقط بس حاضرا فى الشرق كما هو فى الغرب والوسط والخرطوم وكل بقاع الوطن ، لكن من المؤكد أن ما دفعهم للخروج فى استقبال الدكتور ايلا بهذه الجموع ليس حبا فيه ولا مصالحة مع حزب المؤتمر الوطنى المحلول والنظام الذى كان متسلطا على رقاب الناس ينشر الفساد ويظلم الخلائق ، وإنما خرج اهل الشرق بهذه الجموع لاستقبال دكتور ايلا بغضا فى قحت بقسميها المتشاكسين ، ورفضا للعسكر والجنجويد.
لايختلف اثنان اليوم فى الفشل الذريع للحكومة بلا فرق بين مرحلة حمدوك والمرحلة التى تلتها ، فالجميع سواء فى الفشل والسوء والبؤس ، والجميع بعيدون تماما عن النجاح فى اى ملف قاربوه ، وقد عانى المواطنون جدا من هذه الحكومة ، بل فيهم من وصلت به الحالة إلى تمنى عودة البشير ، ونحن لانقول ان فى البشير ونظامه خيرا ، لكن السوء الذى اتصف به من جاء بعده جعل الناس تخرج بإعداد كبيرة فى شرق السودان لاستقبال ايلا رغم سوئه وسوء نظام الحكم الذى يمثله ، لكنها النكاية فى قحط بقسميها والعسكر ، وهى التى جعلت الناس تخرج بهذا الشكل استقبالا لهذا الرجل.
سليمان منصور