استشهاد نصر الله يبعث الامل في الأمة
هناك أمثلة في التاريخ على ان الحوادث الكبري والمفصلية تكون مقدمة لنتائج كبيرة ، واليوم والعالم يشهد هذه المعركة الواضحة جدا بين الحق والباطل ، والتي لا لبس فيها مطلقا ولاغموض ولا مجال للخلط بين الجبهتين وعدم التمييز بينهما فان اشتداد سعار الباطل وشدة ضرباته على جبهة الحق لم تترك لمنصف مجالا للتردد وعدم مناصرة الحق ، حتى إذا جاءت شهادة امين عام حزب الله سيد حسن نصر الله لتزيد الامر وضوحا على وضوحه فالرجل الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء بالصدق قد جهر برأيه وتحمل أخطر التهديدات وقدم أغلى التضحيات نصرة لقضية امن بها واستشهد في سبيلها باذلا دمه رافضا التراجع إذ لم تنفع معه التهديدات ولا المغريات مقدما نموذجا واضحا للقائد الصادق المضحي بكل غال ونفيس ، وهو في مقاومته للاستكبار وقتاله لإسرائيل وفي هذه المعركة التي استشهد فيها دفاعا عن فلسطين ونصرة للاقصي انما يترفع عن أي صغائر ولايلتفت لاى خلاف بل يمنع التوقف عند اى خلاف فالهدف واحد والعدو واحد والمعركة واضحة ومن يثير الخلافات ويسعي لتفريق المسلمين يخدم العدو من حيث يدري فيكون عميلا مجرما خائنا او من حيث لايدري فيكون ساذجا مغفلا يوظفه العدو لمصلحته ويتخذه أداة من أدواته ، وكان السيد الشهيد وعموم جماعته يرون ان الاشتغال بالخلافات واثارة النزاع ليس فقط غباء واستغفالا وإنما عملا مباشرا في جبهة العدو، وكم رأينا مواقف المحور طوال المدة الماضية وكيف يتصدي لكل اشكال الفتنة، ويلزم ان نشهد للسيد الشهيد انه بحكمته وإيمانه بأن المسلمين امة واحدة قد ابطل مع اخوته محاولات العدو الاستثمار في الاختلاف والنزاع.
وكما كان السيد الشهيد في حياته وطوال مسيرته كابحا جماح المتطرفين واقفا بقوة ضد مايفرق المسلمين فان استشهاده كان حدثا عظيما وحد الأمة الا الشاذ وهؤلاء لايعتد بهم ولاقيمة لنعيقهم وزعيقهم امام المشهد الكبير والعظيم للأمة وهي تلتف حول المقاومة وتعلن تأييدها لحزب الله وتضامنها معه ، وأكثر العارفين بدور حزب الله هم أهل فلسطين الذين لايريدون شهادة من احد على دور السيد الشهيد في الوقوف معهم ودعمهم والقتال إلى جانبهم وتقديم الشهداء وتحمل تبعات الحرب بكل قسوتها من أجل فكرة امن بها وعمل لها وهي استحالة التخلى عن فلسطين مهما كانت التهديدات وعظمت التضحيات وكانت بيانات الفصائل الفلسطينية على اختلاف رؤاها وتوجهاتها تحمل اعترافا بجميل السيد الشهيد وحزبه ودورهم الكبير في دعم فلسطين ومناصرتها ومقاتلة الظلمة المعتدين ، ومن يكون أكثر معرفة من الفلسطينيين بدور السيد الشهيد وحزبه في هذه المعركة.
وفي تونس البعيدة جغرافيا عن ميدان النزال كانت الفعاليات تشهد بعظم دور السيد الشهيد في معركة طوفان الأقصى وفي عدد من البلدان العربية وغيرها تفاعل الناس مع استشهاد السيد وأظهرت هذه المواقف مكانة السيد الشهيد في قلوب الاحرار وشكل ذلك إستفتاء حقيقيا على عظمة السيد الشهيد وتقدير مواقفه ، وفي المحيط القريب من لبنان تحركت الجماهير في الأردن وسوريا والعراق وايران تحيي السيد الشهيد وحزب الله وتعلن دعمها ومساندتها للمقاومة ، وحتي في بلدان اخري يصعب على أهلها إظهار تعاطفهم مع المقاومة خوفا من سطوة الأنظمة الخانعة الخاضعة لامريكا وإسرائيل فان مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بمشاركات تنعي السيد الشهيد وتتحدث عن دوره العظيم في مواجهة الباطل ونصرة الحق وتشهد هذه المواقف الشعبية الكثيرة على ان استشهاد السيد جمع الأمة وضيق الفروقات وكما كان في حياته رضوان الله تعالى عليه املا للكثيرين فان شهادته بعثت الرجاء و أحيت الامل في النفوس على ان مسيرة الوحدة هي التي تبقي ولا مكان لمثيري الشقاق النزاع وصغائر الأمور.
سليمان منصور