اركويت وشمبات وآخريات في خطر
تصدر تحذيرات هنا وهناك احيانا ، وبحسب جديتها ومقدار الخطر المتوقع معها يكون التعامل معها.
ونقف اليوم مع تحذيرات ليست جديدة ، لكنها هذه المرة اكثر وضوحا من ذي قبل ، وحقا ان الامر مخيف ، ونتمني ان لا تصدق هذه التوقعات ، وفي نفس الوقت نقول ان الضرورة تقتضي اتخاذ الحيطة والحذر اللازمين والتعامل مع المسالة بجدية ، وعدم التراخي في هذا الموضوع ، أو التغاضي عنه ، لان نتائجه المتوقعة لو تحققت جزئيا لكانت كارثية بمعنى الكلمة ، ولصعب على الجميع تدارك آثارها ، لذا يجب على الجميع التعامل بمسؤولية تامة مع هذه القضية ، والبحث الجاد عن حلول عاجلة تسهم في تلافي الخطر ، او على الاقل تخفف من النتائج المترتبة عليه ، ونسأل الله اللطف بالبلاد والعباد.
الصحفية خديجة الرحيمة اجرت تحقيقا خطيرا نشرته الانتباهة يوم 20 ديسمبر ، وكان العنوان صادما ومثيرا وهو : مؤشرات خطيرة على زوال المعمورة وأركويت وشمبات ، ونقلت الصحيفة عن مجلس البيئة قوله : هذه ظاهرة معقدة وتحتاج لتدخل عاجل من المركز انه حقا امر مخيف جدا ، ولو كانت هناك درجة من الاحتمال تؤيد تحققه
لكان لزاما علي الجميع العمل الجاد لمنع حدوث هذا الخطر ، او على الاقل التقليل من اثاره كما قلنا.
ولن نستعرض كل ما جاء في التحقيق وإنما نكتفي بنقل بعض الفقرات فقط ، وهي كافية لتنبهنا للخطر ، وتدعونا لنستفيق قبل حلوله ووقوع الكارثة لاسمح الله.
ومن ما جاء في التحقيق :
حذر خبراء من تمدد ظاهرة النز والتي تهدد عدداً من المدن وبعض من الأحياء العريقة بولاية الخرطوم.
إن المشكلة الاساسية في ذلك ضعف البنى التحتية وغياب نظام الصرف الصحي بجانب شبكات المياه القديمة
، وقال خبير المياه الجوفية عبدالله شقدي ان السبب الرئيس لهذه الظاهرة هو الارتفاع في مناسيب المياه الجوفية ، وزيادة المياه الواردة الى الجوفية ، وتسرب شبكات إمداد المياه والصرف الصحي ، وعزا ذلك للكثافة السكانية العالية في المدن.
ويقول التحقيق ان هذه الظاهرة ليست جديدة فقد ظهرت قبل سنوات في بعض المناطق ككرمة والبرقيق وأبو حمد ، وفي بداية الأمر ظهرت عبارة عن شقوق في الأرض ونحر في الحيطان ومع مرور الأيام تحول ذلك الى دمار قضى على معظم القرى بأكملها ولم تدمر المياه المنازل فقط بل قضت المياه على الأشجار والمزارع.
والخطير في الأمر أن بعض أحياء الخرطوم العريقة أصبحت مهددة بالغرق بسبب مياه النز بحسب خبراء ومختصين كما تعيش بعض أحياء أبو حمد اهتزازاً وعدم ثبات مما أدى الى تهدم البيوت ، والبعض يرجح الأسباب الى قيام سد مروي والترع اما أسباب وجود الظاهرة في أحياء المعمورة وأركويت وكافوري وشمبات واجزاء من امدرمان فعزا بعض الخبراء الأسباب الى ارتفاع مناسيب المياه الجوفية بينما يرى آخرون أن الاسباب تعود الى مشكلة الصرف الصحي بسبب الكثافة السكانية التي تعاني منها المدن .
وفي بعض قرى الولاية الشمالية تهدمت المنازل بالكامل.
وفي قرية السنجراب تهدم أكثر من (1000) منزل بسبب تلك المياه وأصبح المواطنون في حيرة من أمرهم وهم يجلسون في العراء.
نكتفي بهذا القدر وهناك الكثير يمكن أن يقال ونتمني ان ناخذ الموضوع بجدية ونتعامل معه بمسؤولية ونعمل معا لإنقاذ البلد وتلافي الخطر والله الحافظ.
سليمان منصور