وجه مصدرو الماشية انتقادات حادة لقرار وزارة المالية وسلطات الجمارك بفرض رسوم جمركية على صادر الماشية تبلغ 33 مليون جنيه على المائة طن، بما يفوق العشرة في المائة من قيمة الصادر. فيما أكد خبراء اقتصاديون إن القرار سيؤدي إلى تدني عائدات البلاد من العملات الأجنبية.
وقال عبدالله بريك، وهو أحد مصدري الماشية لراديو دبنقا إنهم فوجئوا باتخاذ القرار الأسبوع الماضي، واشتراط السلطات سداد المبلغ قبل خروج شحن صادر الماشية.
وأوضح إن القرار سيؤدي إلى زيادة قيمة صادر الماشية ويقلل المنافسة، مشيراً إلى زيادة تكلفة الشحن للماشية القادمة من غرب السودان إلى محاجز كسلا وسواكن بسبب الحرب.
صادرات منظمة
وقال إن صادر الماشية إلى السعودية يتراوح يومياً بين 10 إلى 15 ألف رأس وأشار إلى تصدير أكثر من أربعة مليون رأس إلى المملكة العربية السعودية منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل. وهو الصادر الوحيد المنتظم الذي تعتمد عليه خزينة الدولة.
وبالمقابل قال وكيل وزارة الثروة الحيوانية الاتحادي دكتور حسن التوم عبدالله إن صادرات الثروة الحيوانية في ٢٠٢٣م بلغت ما يقارب خمسة مليون راس حي واعتبره رقما غير مسبوق في الخمسة سنوات الماضية رغم الحرب الدائرة في البلاد. وقال إن صادر الضأن بلغ ( ٤٤٤١٠٠٠) راس وبلغ صادر الابل والابقار والماعز ٦٠٠ الف.
وفي يناير الماضي، أعلن وزير التموين والتجارة المصري، د. علي المصيلحي، أن كميات اللحوم المستوردة من السودان شهدت تراجعاً خلال الفترة الحالية مقارنة بالعام الماضي، وذلك نتيجة الحرب في السودان.
وأضاف: (الحرب في السودان أدت إلى الاتفاق مع دولتي جيبوتي والصومال لاستيراد اللحوم عبر ميناء سفاجا”.)
قرار مفاجئ
وأشار عبدالله بريك إلى أن قرار فرض الرسوم جرى تنفيذه بشكل مفاجئ بدون اخطار مسبق، مبيناً إن صادرات الماشية كان معفاة من الجمارك و المطلوب فقط كان إيداع حصيلة الصادر من النقد الأجنبي واستلامها بالعملة المحلية ، وأشار إلى رسوم أخرى تتعلق برسوم إدارة المحاجر والإجراءات بيطرية، بجانب رسوم الشركة الصينية المتعاقدة مع ميناء هيدوب التي زادت الرسوم من الف إلى 3.5 الف جنيه على رأس صادر الماشية.
انتقادات
وجه البروفيسور حسن بشير، أستاذ الاقتصاد في الجامعات السودانية، انتقادات لفرض السلطات رسوم على صادر الماشية تفوق 10 في المائة من قيمتها.
وقال البروفيسور حسن بشير لراديو دبنقا إن فرض مثل هذه الرسوم الباهظة يقلل من تنافسية الصادر لأنها الزيادة يتم تحميلها للمستهلك الأجنبي. ووصفها بالأمر غير المرغوب فيه ويقلل من عائدات الصادرات من العملات الأجنبية إلى خزينة الدولة مبيناً إن المطلوب تشجيع الصادرات لزيادة العائد منها.
ووصف فرض الرسوم على صادر الماشية بأنه تعبير عن الأزمة العميقة والكارثية التي يعاني منها الاقتصاد السوداني جراء الحرب مما جعل وزارة المالية تلجأ لخيارات صفرية للبحث عن إيرادات لتمويل الحرب الدائرة الآن وهي باهظة التكاليف. ووصف فرض الرسوم بأنها مؤشر سالب، خاصة وأن الثروة الحيوانية هي من أهم الصادرات التي توفر عائدات لخزينة حكومة الأمر الواقع وتوقع أن يؤثر على صادر الماشية.
تصاعد أسعار الصرف
ووصف البروفيسور حسن بشير الارتفاع المتزايد لسعر الصرف بأنه أمر طبيعي متوقعاً أن يتواصل انخفاض قيمة الجنيه السوداني إلى معدلات غير مسبوقة أسوة بالليرة اللبنانية، وأرجع ذلك لعدم توفر احتياطي من الدولار والعملات الأجنبية في البنك المركزي للوفاء باحتياجات النقد الأجنبي المتزايدة للمواطنين والحكومة مما أدى للجوئهم إلى السوق الموازي لتوفير العملات الأجنبية مسببا المزيد من الانخفاض في قيمة الجنيه. وقال إن السودان يعاني انكماش في الاقتصاد وتقلص في الصادرات مما يؤدي إلى عدم توفر مصادر من العملات الأجنبية.
و قفز سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى ارقام غير مسبوقة في البنوك والسوق الموازي حيث بلغ في بنك فيصل الإسلامي 1150 جنيه بينما أشار متعاملون في النقد الأجنبي بالسوق الموازي لراديو دبنقا إلى ارتفاع سعر الصرف إلى 1250 جنيهاً.
وحول تأثير زيادة سعر الصرف قال البروفيسور حسن بشير لراديو دبنقا إنه سيؤدي إلى المزيد من ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج وتكلفة المعيشة وتصاعد أسعار السلع لأن معظم السلع يتم استيرادها من الخارج خاصة المواد الغذائية والأدوية وستتزايد أسعارها بمتوالية هندسية، مما سيدفع بالمزيد من المواطنين إلى اتون الفقر، وسيرتفع عدد السودانيين المهددين بالموت جوعاً الذين قدرت تقارير دولية عددهم بأكثر من 15 مليون شخص.
المصدر: دبنقا