كتب احمد بطران عبد القادر منذ إعلانه حالة الطوارئ في البلاد و تعليق العمل بالوثيقة الدستورية تحت مزاعم تصحيح مسار الثورة لم يتخذ السيد برهان قرارا واحدا يدلل علي حسن النيه ولم يبذل أي جهد يؤكد زهده في السلطة بل كان من اول اخطائه استثناء اتفاقية السلام بمنبر جوبا من اي خطوات إصلاحية دستورية تنزع فتيل الأزمة في الشرق الملتهب والشمال الغاضب وهذه الاتفاقية واحدة من ركائز اعمدة الأزمة لانها قطعت الطريق امام تحقيق سلام شامل وعادل يضع حد للنزاع المسلح في البلاد وينصف ضحايا الحروب والنزوح والابادات الجماعية والتطهير العرقي التي شهدتها البلاد في عهد سيء الذكر البشير ونظامه الاجرامي وهذا يتطلب تحقيق العدالة الانتقالية والقصاص لدماء الشهداء وتسليم المطلوبين للعدالة الدولية .
ثانيا : شرع فورا في قمع التظاهرات والاحتجاج وعمد الي الاعتقالات التعسفية التي طالت كل المناضلين الشرفاء في المقاومة ومازالت مستمرة وبصورة كارثية توحي باننا تحت قبضة الجستابو البغيضة او ان النازيون والتتار هم من يديرون شئون البلاد
ثالثا: بدأ في الحشد والاستقطاب بالمال والترغيب والإرهاب للاعتراف بانقلابه وشرعنته عبر وسائل عديدة ابرزها اتفاقه الإطاري مع الأسير عبد الله حمدوك رئيس الوزراء المختطف اولا ثم المستقيل اخيرا
رابعا: لم تهتم السلطة الانقلابية بمعاش الناس إطلاقا ولا أمنهم فقد عمد وزير المالية في الاسبوع الاول للانقلاب لزيادات غير مسبوقة وغير منطقية وغير دستورية علي المحروقات ثم زيادات بذات الطريقة علي فاتورة الكهرباء باكثر من سبعمائة ضعف هذا قبل اجازة الموازنة العامة للدولة والتي لا نعرف حتي الان عنها شيئا وهاهم الان يتداولون في مجلس السيادة الغير مفوض والغير معترف به و يدرسون تحصيل فاتورة النفايات مع الكهرباء اي يريدون ان يتعاملوا مع المواطن بسياسة لي الضراع
هذا وقد رفعت الحكومة الانقلابية يدها تماما من الخبز حيث أصبحنا اليوم نشتري الرغيفة زنة ال٥٥جرام باكثر من ٥٠جنيه والمواصلات تعرفتها غير معروفة و يحددها صاحب المركبة حسب مزاجه كما ان التفلتات الأمنية زادت وتيرتها بصورة خطيرة وغير مبررة في الوقت الذي يلهث منسوبي السلطة خلف جلب الحشود المؤيدة والمباركة لسياساتهم وشراء الولاءات من العمد والمشائخ ورجالات الطرق الصوفية والإدارات الأهلية وتجنيد بعض النشطاء لصالح العمل وسط المقاومة كمخبرين وجواسيس علي رفقاء دربهم كما انهم افسحوا المجال واسعا اما تحركات انصار النظام المباد وقدوا حملة مسعورة ضد الثورة والثوار لم يسلم منها احد كل هذا يحدث ورئيس الانقلاب ونائبه وكل مستشاريه يقرون ان هنالك ازمة ولا يمكن الخروج منها الا بالحوار.!
يا لعجبي كيف لمن يزعم انه يريد تصحيح مسار الثورة أن يغفل او يجهل ان الحوار لا يمكن ان يكون تحت القمع والقتل والاستبداد وزخات الرصاص و احتكار وسائل الإعلام وتكميم الافواه واعتقال الشرفاء؟ هذا وحده كافي لتجريم الإنقلاب ورفض سلطته..! غير ان السلطة الانقلابية لاحقت الثوار الشرفاء وتسورت منازلهم وارهبت اهليهم وازلت كرامتهم وحاولت تلفيق التهم لهم وشيطنة كل لجان المقاومة والاجسام الثورية بل اخترقت حرمة المشافي وعربات الإسعاف واعتدت بصورة وحشية علي أطباء الطوارئ واقتحمت غرف العمليات الطبية واقتادت المصابين الي المعتقلات والسجون
هذا السلوك العنيف والمميت و الغير قانوني والغير إنساني الذي تستخدمه القوات المشتركة التي تعمل معهم والتي يعتقد على نطاق واسع إنها تضم قوات تابعة لحميدتي وأخرى لحركتي جبريل ابراهيم وتمازج إضافة لقوات منتقاه من الجيش وهيئة العمليات وكتائب الطلاب والأمن الشعبي التابعة لنظام المخلوع عمر البشير و لجنته الأمنية يؤكد ان الإستيلاء علي السلطة كان مخطط له مسبقا وان القمع ممنهج لقهر الارادة وفعلا السيد حميدتي اقر واعترف بذلك حيث صرح اننا كنا نعد لهذا الانقلاب منذ ١١ اشهر مضين.
تراجع العقلية الانقلابية امام ضغط الشارع الثوري والرفض الشعبي للانقلاب حتي هذه اللحظة بقبول التفاوض للعودة للمسار الديمقراطي غير كافي لان السلطة الانقلابية تقول شيء وتفعل شيء اخر غيره وتشتري الوقت لتثبيت أركانها بحيث يصعب زحزحتها مستقبلا الا بكلفة باهظة ولعمري الشارع الثوري وشبابه قادر علي التحدي والصمود ودفع فاتورة التغيير مهما بلغت كلفتها وعلا ثمنها وقد ظل في كل مواكبه يقدم الشهيد تلو الشهيد ولم يتراجع ولم ينكسر ومازال ملتزم بسلميته يرصد كل الانتهاكات التي تقع عليه ماضي في طريقه مؤمن بالخلاص تهتف جموعه المبتسمة في وجه الطغيان
ﻳﺎﺗﻮ ﺭﺻﺎﺹ ﻣﺎ ﻋﻘﺒﻮ ﺧﻼﺹ
ﻳﺎﺗﻮ ﺩِﻗﻦ ﻳﺎﻟﺰﻳﻦ ﻭﺩﺣﺎﻣﺪ
ﻳﺎﺗﻮ ﻣﺤﻦ ﺗﻤﺤﻰ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﻟﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺱ ﻭﺍﻟﺮﺍﺱ
ﻳﺎﺗﻮ ﻭﻃﻦ ﻳﺎﻟﺰﻳﻦ ﻭﺩﺣﺎﻣﺪ
ﻳﺎﺗﻮ ﺯﻣﻦ ﺩﺍﻡ ﻟﻼﻧﺠﺎﺱ
ﻳﺎﺗﻮ ﺯﻣﻦ ﺩﺍﻡ ﻟﻼﻧﺠﺎﺱ
فهم شباب يتميزون بخصوبة البصيرة ويبصرون بنور الحق ان عروش الظالمين الي زوال مهما بلغت قوتهم واشتدت وطأتهم فدولة الظلم ساعة َودولة العدل الي ان تقوم الساعة.
كما ذكرنا في مقالات منشورة ان هنالك طريقان لإسقاط الإنقلاب واسترداد المسار
الديمقراطي هما:
١/ الطريق الثوري وهو إنتهاج إسلوب المواجهة السلمية والصمود أمام جبروت قوي الإنقلاب وعنفها وتحريك الشارع بصورة تصاعدية تجبر القوي الخاملة (والتي ستتضرر مصالحها من عملية التصعيد الثوري بتوقف كافة الأنشطة التجارية والمجتمعية أو ضمورها بشكل مؤثر علي الاستقرار) علي الانخراط والمشاركة في التظاهرات والإحتجاجات وإحداث شلل تام في الدولة يؤدي الي سقوط النظام أو فرار قادته كما حدث في الحالة التونسية وهذا بالطبع كلفته باهظة مزيد من الدماء والتضحيات والإصابات … الخ واننا قادرون علي المضي فيه وباستطاعتنا حسمه لصالح قوي الثورة في اقصر وقت ممكن…
زادنا حرية نقدم في المسير كل يوم مشهد ثوري فريد
يمضي في درب هزاع البطل هزاع آخر شهيد
نبكيه صبرا قنديلا مضى فداء وطنا المجيد
لم تجف جفوننا فيتلوه مضرجا بدمائه وليد
شهداءنا ما ماتو متاريس غضب صنديد
تعلو هتافات دماء ارواحهم تسقط بس وتسقط تانى اكيد
حرية سلام عدالة تحقق امالنا يوم نصرنا مدنية عيد
٢/ الطريق الثانية هو التسوية السياسة وهذا يتطلب توافق قوي الثورة اولا علي رؤية مشتركة ووضع خارطة طريق متفق عليها تُفرض علي العسكر تحت الضغط الجماهيري وتحدد دورهم في مرحلة الإنتقال بصورة حاسمة مع وضع الضمانات اللازمة للحيلولة دون تجاوزها بأي شكل من الأشكال وهذا ايضا ممكن
وحسب ما يصرح به قادة الانقلاب فانهم يريدون ان تنتهي الأزمة السياسية بالحوار والتسوية وهذا امر بعيد وصعب المنال في ظل استمرار سياسية العنف والقمع والاعتقال كما له اشتراطات لا بد من توفرها حالا والا فإن الخلاص لن ياتي الا بالطريق الأول… وساعتها يا عسكر ماف حصانة يا المشنقة يا الزنزانة
اذا لا بد من تهيئة المناخ
بالاتي:
اولا :اطلاق صراح كل المعتقلين السياسيين وشباب المقاومة والتوقف فورا عن ممارسة العنف والتضيق على الحريات العامة والحملات المنظمة لتشويه قوي الثورة
ثانيا : التوقف الفوري عن اي تعيينات في المناصب القيادية للدولة او اتخاذ اي قرارات تسهم في عودة تمكين عناصر النطام البائد
ثالثا الغاء اي زيادات علي السلع و الخدمات العامة و توفيرها بصورة منتظمة وجيدة خصوصا الكهرباء وعودة انسياب الدقيق المدعوم للمخابز والغاز الخ
رابعا:
طرد كل العناصر الانتهازية التي زعمت انها تسيطر علي الشارع واثبتت الايام خفة وزنها وعدم السماح لها التحدث باسم قوي الثورة
خامسا : إيقاف حملات جمع الحشود المؤيدة للانقلاب تحت زرائع دعم القوات المسلحة فليس لنا كقوي ثورية اي مشكلة مع القوات المسلحة
سادساً :تجميد بعض البنود في اتفاقية سلام جوبا خصوصا فيما يتعلق بالمسارات واخضاعها للمراجعة الدستورية
سابعا: انفاذ أحكام الإعدام النهائية في قتلة الشهداء(قضية الشهيد احمد الخير مثالا) واستعجال تقارير لجان التحقيقات في الجرائم المرتكبة في حق الثوار والمصابين والمفقودين والمقابر الجماعية والمرتكبة في حق الشعب السوداني
ثامنا: حسم التفلتات الأمنية وعدم المساس بالحريات العامة الحزبية والشخصية
تاسعا: تضيق دائرة التدخلات الخارجية في شؤوننا الوطنية
عاشرا: حل مجلس السيادة والاستعاضة عن بمجلس استشاري رباعي من المدنيين يحل متي ما توصلنا لإتفاق نهائي للازمة
هذه مطلوبات لا بد من توفرها لتهيئة المناخ امام الحلول السياسية خصوصا هنالك كثير من المبادرات المطروحة والتي تفقد خاصية الحيادية فترفض بسبب التضيق في الحريات ومحاولتها لإقصاء البعض عمليا بظهور عناصر النظام البائد فيها ( مثل مبادرة حكماء السودان الذين لم يسمع بهم احد) رغم دعوتها المبذولة للجميع.
المصدر: الراكوبة