احرار اليمن يغيرون المعادلات
فى تلك الليلة وقف السفير السعودي فى واشنطون السيد عادل الجبير ليعلن بداية الحرب على اليمن ، والتى أطلقوا عليها اسم عاصفة الحزم ، وكانت الطلبات التى عرضها الجبير فى مؤتمره الصحفي ذاك واضحة ، وتتحدث عن تسليم كامل لليمنيين غير مشروط قط ، وتوقع الجبير بحسب المعطيات التى أمامه ان يتم حسم الأمر والانتهاء من المهمة فى غضون اسابيع قليلة قد لا تتجاوز الستة ان لم تنقص عنها ، وخرج الناطق الرسمى باسم تحالف العدوان اللواء احمد العسيرى فى مؤتمر صحفى مقتضب وتحدث عن افق المعركة معتبرا انها لن تاخذ وقتا ، وان الشرعية عائدة حتما فى زمن لن يتأخر ، وبعد ثلاثة أيام وفى مؤتمر صحفى محضور قال اللواء العسيرى ان قوات التحالف قد قضت على أكثر من 70٪ من منصات إطلاق الصواريخ لانصار الله ، مبينا أن المسألة باتت فى نهايتها ، وأنهم لم يتوقعوا انجاز المهام فى هذا الوقت الوجيز ، ومرت الايام وطيران التحالف يقصف كل شيئ ، وبقسوة غير مبررة فيقضى على البنية التحتية ويدمر المدارس والمستشفيات ومحطات الوقود والكهرباء والأسواق ومنازل المواطنين ، والشهداء يتزايدون يوما بعد آخر ، ومع ذلك لم يزدد اليمنيون الا صمودا وقوة وصبرا واقتدارا ، ولم يزدد التحالف الا وحشية وعنجهية وصلفا ، وفى العام 2015 كنا نسمع البعض يردد عاصفة الحزم انطلقت نجاحا تلو الاخر ، وراينا اللواء العسيرى على مشهد من الناس يقول ان المليشيات الحوثية تفتقد آلان للقيادة والسيطرة ، وقال اخر ان العدو آلان مهزوم ، وقال ثالث اتق شر الحليم اذا غضب ، وقال غيره العدو آلان يعانى سكرات الموت ، ونسمع لآخر يقول ان عاصفة الحزم نجحت بكل المقاييس ، وجاء العام 2016 ليقول احد أركان العدوان إن عاصفة الحزم قد حققت اهدافها كاملة وانجزت كل اهدافها المرسومة ، وقال أحدهم ان عاصفة الحزم قد ردت لنا الروح وأعادت لنا الكبرياء وأقتربت من نهايتها ، ومر عام على العدوان ليخرج علينا احد مؤيديه ليقول بملء الفم ان عاصفة الحزم فى اخر ايامها ، وان الايام القليلة القادمة ستشهد انهيارا تاما لجماعة أنصار الله ، وأنها الان تلفظ أنفاسها الاخيرة ، وقال أحدهم فى الذكرى الأولى للعدوان هاهو عام من العزة والكرامة والشموخ قد مضى ، وقال اخر ان انصار الله يمرون باسوأ الفترات فى تاريخهم وأنهم فى اخر مراحلهم وقد اوشكوا على الانهيار التام الذى بات واضحا لكل احد ، وأنهم باتوا على وشك التشرذم بشكل كامل.
ومرت سنتان على العدوان وجاء العام 2017 والاعلاميون يكررون نفس المقولات حتى إذا مرت ثلاث سنوات انتبه البعض لخطورة ما يقولون فبدأوا يتساءلون عن الوقت الذى تحتاجه المعركة حتى تنتهى ، ويتم حسمها ، ولكن كانت المفاجأة التى لم تتوقعها جبهة العدوان ، فاليمن ليس فقط لم يندحر وإنما بات يشكل رقما صعبا فى المعادلة ويؤثر بشكل كبير فى سير المعركة إذ نجح فى نقل المعركة الى ارض العدو ، واضطرهم ذلك إلى التحول للدفاع وفى كل عام يطور الجيش اليمنى واللجان الشعبية من قدراتهم ويتقدمون على مختلف الاصعدة ليتفاجا العالم اجمع وليس المعتدون فقط يتفاجا الجميع بالتطوير الكبير للجيش اليمنى فى العدة والعتاد ، وما العرضين العسكريين الاخيرين للجيش اليمنى فى ذكرى تاسيسه الا خير دليل على ما نقول ، فهاهى تشكيلات قواتهم بعديدها وعتادها تذهل العالم ، فالصواريخ متفاوتة الأبعاد والقدرات شكلت صدمة للعدو ومناصريه ، وايضا جاءت المسيرات وتنوعها لتضيف بعدا اخر من أبعاد التفوق اليمنى المذهل ، وقوى العدوان مرعوبة قلقة ومن فى صفها من المطبلين ومزورى الحقائق صانعى وناشرى الأكاذيب فى أسوأ حال وهم يرون نتائج سوء تقديراتهم وخطل كلامهم بما لا يسمح لهم بالظهور على
الإعلام وقول اى شيئ بعد ان افتضح أمرهم وبات عصيا عليهم فهم المعادلة التى ارساها أبطال اليمن الاشاوس وهم يتقدمون يوما بعد يوم.
التحية والتقدير لاحرار اليمن وهم يغيرون المعادلات ويسجلون النصر تلو النصر ويكشفون زيف وكذب كثير من النخب التى لم تعد تستحق الاحترام.
سليمان منصور