في الوقت الذي بلغ فيه احتياطي الذهب في بنك السودان المركزي 7 أطنان، ما دفع ذلك إلى تراجع أسعار الذهب بالأسواق، سيما بعد سلسلة تدهور الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية ، وذلك بعد اكتمال عمليات السيطرة ومراقبة الذهب من قبل الشركة السودانية للموارد المعدنية، التي أكدت أن الكم المنقول بلغ طناً؛ كإيراد مباشر للدولة من التعدين التقليدي غير التعدين المنظم، الأمر الذي أعاد كماً هائلاً خلال فترة وجيزة.
خسارات كبيرة
وكان البنك المركزي قد ضخ مبالغ بالنقد الأجنبي بحسب صحيفة اليوم التالي، الأمر الذي أسهم في انخفاض كبير في أسعار الذهب، بجانب لجوء التجار والموردين للبنك المركزي للشراء بغرض الاستيراد، وفي غضون ذلك حدثت خسارات كبيرة؛ خاصة عندما لجأ الكثيرون إلى وسائل لحفظ قيمة العملة، وذلك بشراء الذهب، الأمر الذي سبب صدمة لدى أغلب التجار؛ خاصة بعد إحجام المواطنين عن الشراء وكذلك عن البيع بالسعر الجديد.
تراجع الشراء
وقال التاجر بعمارة الذهب، حسام عادل، إن أسواق الذهب هذه الأيام تشهد ضعفاً في القوة الشرائية عكس الفترة الماضية، التي شهدت انتعاشاً وارتفاعاً في أسعار الذهب، وأوضح تراجع جرام الذهب من 50 ألف جنيه إلى ما بين 30 إلى 35 ألف جنيه.
مواجهة العملة
بينما يقول صائغ بمجمع الذهب المركزي، محمد بدر الدين، إن الأسعار عندما ارتفعت مؤخراً كانت بشكل مفاجئ، كذلك الحال من حيث الانخفاض الذي حدث أيضاً بشكل غير متوقع، وأضاف محمد؛ أن الأسعار في انخفاض ارتباطاً بالبورصة العالمية، كذلك بسعر الصرف الذي يشهد ضعفاً في مواجهة العملة المحلية.
علاقة طردية
وأفاد الخبير الاقتصادي د. محمد الناير، أن الأسعار عموماً تتأثر بسعر الصرف داخلياً، وبأسواق البورصة عالمياً، عكس أسعار الذهب، فاستقرار العملات في الدول يساعد في مجابهة سعر الصرف الدولي، كما أضاف الخبير الناير أن علاقة الدولار والذهب علاقة عكسية في كل دول العالم، وتابع.. كلما ارتفع سعر الصرف انخفض سعر الذهب.
وقال؛ ما عدا السودان الذي يسير بعلاقة طردية بمجرد انخفاض الدولار ينخفض الذهب والعكس، وعزا ذلك لاستقرار عملات معظم الدول، ويرى أنه على الدولة تحقيق الاستقرار الأمثل لأسعار الذهب، الذي يكون ملاذاً آمناً لحفظ الأموال، وذلك مرتبط بمدى استقرار سعر الصرف للعملات الأجنبية.
الراكوبة +اليوم التالي