أخبار السودان :
احترم عقول الناس يادكتور جبريل
تزايدت التعقيدات فى بلادنا ، وتعمقت الأزمات ، وكثيرون مازالوا سادرون فى غيهم ، ماضون فى ما هم عليه من الاصرار على الوقوف فى المكان الخطأ ، ومن عجب انهم ومن مواقعهم الخاطئة يدعون إلى الوفاق ، ويتحدثون عن ضرورة التقاء الناس على كلمة سواء ، وهى دعوة فى نفسها جيدة ولا اشكال عليها ، بل تبقى هى المطلوبة ، والتى يفترض ان يتم العمل عليها ، لكن يلزم ان يتخذ كل شخص المواقف التى تضمن الوصول إلى هذه النتيجة ، لا ان يتمترس فى موقعه الخاطئ ويبقى وهو احد اسباب العكننة ، يبقى داعيا إلى تجاوز الخلافات والعمل على تحقيق الوفاق ناسيا او متناسيا ان تحقيق هذا الهدف يتطلب منه وغيره الرجوع إلى الحق ومغادرة الموقع الخاطئ الذى يقفون عليه.
من هؤلاء الذين يدعون الى توافق الناس لخروج البلد من ازمتها رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم الذى تحدث فى إفطار محضور إقامته حركته فى الخرطوم ان البلاد وصلت حد الاحتقان ، ويجب جلوس كل الأطراف للحوار للخروج بالبلد إلى بر الأمان ، داعيا إلى الرجوع إلى تقاليد الشعب السوداني الاصيل واعلاء قيم التسامح .
ونقول لدكتور جبريل ان كلماتك جميلة والدعوة فى جوهرها جيدة لكن عليك أن تكون صادقا مع نفسك وشعبك وتنظر فى الأسباب التى ساقت البلد إلى الاحتقان ووصلت بالناس إلى هذا الوضع المزرى سياسيا واقتصاديا وامنيا وحتى اجتماعيا فى بعض المناطق والأوقات وابحث عن موقعك وحركتك واين تقفون ، افى ضفة الشعب ودعم خياراته وتاييدها والعمل على تنفيذ رغبات الناس فى الوصول إلى التحول الديموقراطى الكامل وصنع الاستقرار بالتوافق على دستور ونظام حكم والانطلاق لبناء البلد بدلا عن المماحكات التى تجرى ، ام ياترى تعرف انك داعم للانقلاب وإصرار الانقلابيين على مصادرة حق الناس فى اختيار شكل وطريقة الحكم التى يريدون؟ ألم يظل الناس يخرجون ضد انقلاب البرهان فى الخامس والعشرين من اكتوبر وما زالوا فى غالبهم رافضين لما تم؟ اليس من العدل والانصاف احترام ارادة هؤلاء الناس والنزول على رغبتهم والعمل على تحقيق مايصبون اليه لا دعم البرهان وانقلابه ، والا فانت تتحول من احد مكونات العملية
السياسية المنوط بهم العمل على إيجاد مخرج للبلد من ازماتها تتحول إلى أحد اسباب التوتر وزيادة تعقيدات الازمة؟
أصدق مع نفسك واحترم عقول الناس يا دكتور جبريل ، وقل الحق تكسب ، والا فدع هذا الكلام الذى هو حق تريدون به باطلا ليس إلا.
سليمان منصور