اتهامات خطيرة لتاركو.. ننتظر لنرى
خبر القبض على مدير شركة تاركو للطيران لايمكن ان يمر هكذا كاى خبر عن القبض على اى متهم اخر مهما كانت التهم الموجهة اليه بالغة الخطورة.
أهمية الخبر عن إيقاف مدير شركة تاركو انه يحمل تفاصيل بالغة الخطورة عن نشاط الشركة التخريبى للاقتصاد الوطنى ، والأهم من ذلك استهانتها بأرواح الناس عبر ممارسة الفساد ، وشراء ضعاف النفوس من المسؤولين الذين سمحوا لشركة لم تلتزم بمواصفات السلامة أن تعمل فى قطاع هام يتعلق مباشرة بحياة الناس وسلامتهم.
قال الخبر فى جزء منه أن الشركة ظلت تقوم بممارسات اسهمت فى تخريب الإقتصاد الوطنى عبر تهريب الذهب وغسيل الأموال ، وأنها كانت تحظى بحماية مباشرة من نافذين فى الدولة ، وان مديرها كان يتمتع بتغطية تمنع التعرض له ، وحتى فى حالة اعتقاله يتم الإفراج عنه دون التحقيق الجدى معه فضلا عن تقديمه لمحاكمة.
وفى الخبر ان الاشتباه فى الشركة ونشاطها التخريبى كان فى العام 2018 ونظام الإنقاذ يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وإلى ان تم القبض على مديرها العام امس ظلت الشركة تخرب الإقتصاد ونحظى بحماية المسؤولين مما يعنى استمرار الفساد الذى كان حاكما فى عهد البشير وان الثورة بكل عنفوانها وتفاعل الناس معها لم تقتلع الفساد ولم تجتث المفسدين بكل اسف ، وفى هذا الإطار نفهم استمرار الشركة فى العمل رغم عدم امتلاكها المواصفات المطلوبة للتشغيل خاصة عندما يقول التقرير ان الشركة كانت تمارس التزوير والاحتيال فى تسيير رحلات بطائرات غير مرخص لها بالعمل اصلا ، وآخرى كانت مخصصة للكارقو وشحن البضائع ، قامت الشركة عبر التغيير فى المستندات والوثائق والتلاعب فى الضوابط والاسس المعمول بها ، وعبر شراء فاسدين ضعاف النفوس قامت الشركة بنقل ركاب على متن هذه الطائرات غير المؤهلة للعمل ، فى مخالفات بالغة الخطورة تهدد حياة الناس وتنذر بتطوارث خطيرة كان يمكن أن تحل بالناس لولا لطف الله تعالى ، ولابد ان تعمل السلطات بحزم وحسم شديدين فى هذا الأمر ، ولاتقبل باى تسامح فيه ، إذ يلزم ملاحقة كل من له علاقة بهذا التجاوز الخطير والعمل الغير أخلاقى والغير مسؤول ، لابد من ملاحقتهم مهما علت درجاتهم وعظمت مقاماتهم وتقديمهم لمحاكمات سريعة توقع عليهم أقصى عقوبات منصوص عليها حتى يتم ردع هؤلاء المتلاعبين بحياة الناس ممن لا ضمير ولا خلاق لهم.
ولتتم محاكمة كل من عمل على تسهيل ارتكاب هذه الشركة لتجاوزاتها الخطيرة هذه ، وعلينا أن نعى جيدا ان المسؤولين الذين كانوا يشكلون حماية لمدير الشركة ويتدخلون للإفراج عنه حال اعتقاله هؤلاء يلزم ان يتم تحقيق شامل ومفصل معهم ، وبعد التوصل إلى النتائج لابد من إعلانها للناس وتمليكها للشعب حتى يعرف ماذا يفعل بعض النافذين ، وكيف يسهمون بفعالية فى تخريب الإقتصاد الوطنى.
انها تهم خطيرة وغير مسبوقة لشركة طيران تعمل فى بلادنا ، ويلزم الإسراع فى اكمال التحقيقات فى هذه التهم الخطيرة وتحويلها عاجلا إلى المحكمة ليلقى المجرمون عقابهم الذى يستحقونه.
والله تعالى نساله ان يحفظ بلادنا ويجنبها الفساد والمفسدين.
سليمان منصور