اتقوا الله وافرجوا عن رانيا العسال
بيت الله الحرام ، مكان يأمن من لجأ اليه ، ويلزم ان لا يتعرض زوار هذه البقعة المباركة إلى أذى او مطاردة او تصفية حساب وحسم خلاف ، وكانت العرب فى الجاهلية تراعى حرمة البيت ، وتحترم الوافدين اليه ، وتؤجل اى نزاع ايام الموسم ، فلا البيت الحرام مكان لتصفية الخلافات ، ولا الأشهر الحرم زمان يمكن أن يتعرض فيها أحد لأذى ، لكن السلطات السعودية ابت الا ان تخرق هذه القاعدة ، وتعتدى على ضيوف الرحمن فى البيت الحرام ، فى الأشهر الحرم.
ويعتقد المسلمون حول العالم بقدسية المكان الذي يأتونه من كل فجٍّ عميق طمعاً بالسلام والمغفرة، لكن النظام السعودى يفرض واقعاً آخر ، بتحويل الحرمين الشريفين إلى مصيدة يطلق بها يديه للانقضاض على المعارضين من جنسيات مختلفة.
وكثيرا ما اعتقلت السلطات السعودية
اشخاصا ايام أداء المناسك ، وفى المناطق المقدسة ، واليوم نقف مع الصحفية المصرية المظلومة الأستاذة رانيا العسال التى اختفت فى المملكة العربية السعودية اثناء تاديتها مناسك
العمرة.
رانيا العسال أبرز الإعلاميين العرب المعارضين لحرب السعودية على اليمن ، وعرفت بمواقفها الشهيرة المناهضة للكيان الصهيوني و دفاعها عن الشعب اليمني ومظلوميته في الحرب التي يشنها التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات ، إضافة لمساندتها المقاومة الفلسطينية واللبنانية .
وقال ناشطون إن السلطات السعودية اعتقلت العسال اثناء ادائها العمرة في مكة المكرمة.
والعسال ليست المعتقل الوحيد من ضيوف الرحمن ، فقد اعتقلت السلطات السعودية اليمنية مروة الصبري في الحرم على خلفية رفضها اهانة وجهتها لها شرطية سعودية ، لترد عليها بأن السعودية دمرت اليمن ، ويتم الانتقام منها بعد ذلك بتلفيق تهمة أمنية لها واصدار حكم بسجنها عاماً كاملاً.
وتحضر هنا مظلومية الشاب اللبناني حيدر سليم – الابن الوحيد لعائلته – الذي اعتقل في السعودية منذ سبتمبر 2022 ، بعد تصويره فيديو أثناء طوافه في الحرم المكي ، مجاهراً بالدعاء “لظهور المهدي”. وعند انتشار المقطع عبر مواقع التواصل، اقتحم عناصر من مباحث أمن الدولة، الفندق الذي يقيم فيه واقتادوه إلى جهة مجهولة، قبل أن يتبيّن أنه أوقفَ بتهمة “إثارة النعرات الطائفية”.
ويعتبر اختفاء العسال في الأراضي السعودية مؤشرًا خطيرًا تجاه أمن وسلامة الإعلاميين في السعودية وكذلك الإعلاميين الزائرين لها بغرض تنفيذ المهام الإعلامية أو الصحافية أو أداء مناسك الحج والعمرة أو غيرها.
ولال سعود ومناصريهم نقول اتقوا الله وافرجوا عن العسال وكل الأبرياء فى سجونكم فان الظلم عاقبته وخيمة.
سليمان منصور