ابو جبيهة تنزف فادركوها
ادركوا ابو جبيهة قبل أن تستفحل الفتنة ويعم الخراب ويصعب الإصلاح وتهدئة النفوس ، أن مايجرى فى منطقة ابى جبيهة امر مستنكر ومرفوض جملة وتفصيلا ، وبغض النظر عن اسباب ما حدث وانه مع من يكون الحق والصواب ، بغض النظر عن كل ذلك يلزم التأكيد على سفك حرمة الدماء وانتهاك الاعراض ونهب الممتلكات وترويع الناس ونشر الفتنة.
كل ذلك يعرفه أهلنا فى مدينة ابى جبيهة ، ويعرفون جيدا ان المنطقة ظلت تؤويهم لعشرات السنين دون اى حساسية بين مكوناتها بل كانوا يعيشون معا فى تداخل كبير وتعايش تام وبينهم مصاهرات ودم مشترك كما يعنى ان سقوط اى جريح او قتيل فى طرف هو بالضرورة خسارة للجميع.
وما يعرفه الجميع عن ابى جبيهة وسكانها متانة النسيج الاجتماعى فى المدينة والمنطقة ككل و اعلاء قيم العفو والصفح وترسيخ مبدأ الاخاء وان المنطقة لاتعرف سفك الدماء ونهب الأموال.
إن ماتشهده المنطقة الان جريمة كبرى بحق الوطن وبحق التعايش السلمى والنسيج الاجتماعى المتماسك الذى ظلت المنطقة تنصف به.
ومن المهم جدا أن تعمم الثقافة القانونية وينتشر الوعى بين المواطنين ويعرفوا بشكل واضح
خطورة ارتكاب الجرائم بأنواعها وفقاً للقانون الجنائي السوداني وضرورة الالمام بالثقافة القانونية ، ولابد ان يعرف الجميع أن التحريض وشحن النفوس وبث اخبار تحض على العداء وارتكاب الجريمة كل هذه الامور خطرة جدا اذ آن كلمة واحدة من أحد الرموز الدينية او الاجتماعية او السياسية ، بهذه الكلمة يمكن تحريض قطاعات واسعة من الشارع على ارتكاب جرائم قد تصل إلى القتل وحرق قرى باكملها ، وما لم يع الجميع خطورة التحريض وسرعة استجابة الكثيرين له فان الازمة تظل قائمة والموقف غير مطمئن.
ولابخفى على احد ان انتشار ثقافة السلام والتعايش والانفتاح والابتعاد عن اخذ القانون باليد كل ذلك يسهم بشكل كبير فى تجاوز الفتنة وعدم تكرارها مستقبلا ان شاء الله.
وكانت مدينة ابو جبيهة قد عاشت حالة من التوتر والقلق فى الايام الماضية على خلفية نزاع محدود على قطعة أرض يفترض ان تقام عليها محطة مياه ، ووصلت التوترات إلى ذروتها صباح الاثنين عندما بدأت الاشتباكات المسلحة واستهدف الناس بعضهم بعضا بالذخيرة الحية وتواصلت الاشتباكات الدامية نهار الثلاثاء السادس من يونيو وسقط على إثرها العديد من القتلي والجرح ، مع استمرار العنف واتساع رقعته والتي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وخرجت الأمور عن السيطرة تماما.
ونقول هنا أن غياب الدولة والسيولة الامنية التى تشهدها البلد منذ الانقلاب المشؤوم اسهمت فى وصول الأوضاع فى اكثر من منطقة إلى هذا المستوى الخطر ، ولابد من تحميل السلطات الانقلابية كامل المسؤولية عن ماتشهده البلد من تفلتات.
و لأهلنا فى ابى جبيهة نقول اتقوا الله فى الدماء والاعراض والممتلكات واعلموا ان الله تعالى سائلكم عن كل مايقع فادركوا منطقتكم قبل استفحال الازمة
والله تعالى نساله الرحمة للموتى والشفاء للمرضى.
سليمان منصور