أخبار السودان :أعطى وزراء دفاع المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) المجتمعون في نيجيريا، إنذارا للانقلابيين في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم خلال أسبوع، وقالت المجموعة، التي تضم 15 دولة، إنها قد تستخدم القوة إذا لم ينفذ الحكام العسكريون الجدد هذا الشرط، ورغم أن هذا هو «الخيار الأخير المطروح على الطاولة» كما قال مفوض المجموعة للشؤون السياسية، فإن «علينا الاستعداد لذلك الاحتمال».
فرضت المجموعة عقوبات على نيامي، وقطعت أبوجا الكهرباء عنها، كما أرسلت وفدا برئاسة عبد السلام أبو بكر، الرئيس الأسبق لنيجيريا، للتفاوض مع المجلس العسكري الذي استولى على السلطة.
تناظرت هذه التحرّكات الأفريقية مع تصريحات وتحركات دولية لافتة، فاجتمع وزير خارجية بريطانيا، جيمس كليفرلي، بالرئيس النيجيري بولا تينوبو، وأعلن ترحيب بلاده «بشدة» بتحركات إيكواس، كما قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إن «الاتحاد الأوروبي» يدعم الجهود الدولية «لاستعادة النظام الدستوري في النيجر».
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رأس اجتماعا دفاعيا بعد الانقلاب، وهدد، في اليوم التالي، أي شخص يهاجم الرعايا الفرنسيين والجيش والدبلوماسيين والمقرات الفرنسية بـ«رد فرنسا الفوري والشديد» فقد قال أيضا إن بلاده تدعم كل المبادرات الإقليمية الهادفة إلى «استعادة النظام الدستوري وعودة الرئيس المنتخب محمد بازوم».
تملك فرنسا نحو 1500 جندي في النيجر، وهي صاحبة نفوذ سياسي وعسكري في مستعمرتها السابقة هذه، وهو ما يفسر كونها الهدف الرئيسي للمجلس العسكري الذي اتهمها بـ«التواطؤ مع بعض أبناء النيجر» للحصول على أذونات سياسية وعسكرية لازمة للتدخل، وهو ما نفته وزيرة الخارجية الفرنسية، وجاء ذلك بعد تجمع شعبي لدعم العسكر حاول اقتحام السفارة الفرنسية في نيامي وهتف بعضه: «تسقط فرنسا وتحيا روسيا».
في اليوم نفسه الذي نفت فيه فرنسا رغبتها بالتدخل عسكريا قام وزير دفاع ألمانيا، الذي تملك بلاده قاعدة عسكرية في النيجر (تضم قرابة 200 جندي) إن «جميع الخيارات متاحة بشأن تحرّك قوات بلاده في النيجر» لكن التصريح يتعلّق بقرار سحب تلك القوات لا إمكانية تدخلها عسكريا.
رغم أن واشنطن سحبت، بعد الانقلاب، 1100 من قواتها في مالي المجاورة، ونقلتها إلى النيجر، فإن مسؤولا أمريكيا كبيرا، صرّح لوكالة أنباء رويترز، إن «فرصة الرجوع عن انقلاب النيجر ضئيلة» وهو ما يمكن قراءته باعتباره موقفا متمايزا عن المواقف الأوروبية الراغبة «بشدة» بتغيير ينتج عن ضغوط (إيكواس) الكبيرة على عسكر النيجر.
إلى أن تظهر تصريحات أمريكية أخرى، فإن تصريح المسؤول الأمريكي الكبير، الذي لم يكشف اسمه، يعني أن لا ضوء أخضر أمريكيا لتدخّل عسكري أفريقي في النيجر، والموقف الأوروبي الوحيد الذي يتصادى مع هذا الموقف، كان موقف وزير خارجية إيطاليا، أنطونيو تاياني، الذي شدد على استبعاد أي تدخل عسكري من دول الغرب لاستعادة الديمقراطية.
الوزير الإيطالي المذكور هو الذي قاد الدبلوماسية الأوروبية لدعم حكم قيس سعيّد في تونس والذي صرّح سابقا أن «أوروبا قررت التدخل مباشرة لدعم تونس لتعزيز الاستقرار» وهو ضمن حكومة تنتمي لطيف اليمين الأوروبي المتطرّف، الذي كانت للكثير من أحزابه علاقات وثيقة مع روسيا.
تصريحات أمريكا وإيطاليا، بهذا المعنى، يمكن أن تخفف الضغوط الممارسة على المجموعة العسكرية في النيجر، وهو ما يمكن أن يجعلها أكثر تشبثا بالسلطة، رغم أن ذلك سيعني قطع المعونات الاقتصادية الغربية، وتردّي العلاقات مع دول الجوار، أما إن كان ذلك سيقرّب التدخّل العسكري الأفريقي أم لا، فهو أمر سيظهر خلال الأيام القليلة المقبلة.
المصدر : القدس العربي