أخبار السودان :
إيقاف مطابخ المجتمع جريمة كبرى
افرزت الحرب اللعينة صورا عديدة من الماسي ولحقت آثارها السالبة بالعديد من الناس ان لم نقل بأغلب الناس في وطننا المكلوم ، وبعد أن طالت الأزمة واشتدت المعاناة حاول الاهالى ترتيب جهودهم وتنظيم أنفسهم ليخدموا بعضهم ويتولوا امرا يفترض ان يكون من مسؤولية الحكومة التي غابت تماما عن المشهد ، وأصبح الناس لايؤملون في مساعدة الحكومة لهم وقيامها بدورها تجاههم وإنما فقط يتمنون ان لا تعرقل عملهم ، وبالفعل ظل المواطنون يعملون لخدمة انفسهم ولم تعترضهم الحكومة وشيئا فشيئا رتبوا أمورهم وقدموا خدمات جليلة لبعضهم بعضا ، وابرز هذه الأنشطة المطاعم المجتمعية التي وفرت وجبات لمئات العوائل المتعففة المحتاجة ، وفي شرق النيل ظل الناشطون يعملون بجد لخدمة اهلهم وتقديم الطعام لكن مؤخرا تدخل الدعم السريع واعتقل بعض هؤلاء الناشطين العاملين في المطابخ المجتمعية مما ادي لزيادة معاناة الناس إذ تسببت خطوة الدعم السريع والتي تعد جريمة بلا شك في الحيلولة بين مئات العوائل المحتاجة وتلقي الوجبات التي كانت تصل إليها.
وقد اتهم مرصد شرق النيل لحقوق الإنسان قوات الدعم السريع بشن حملة إعتقالات ضد المتطوعين المُشرفين على تشغيل عددٍ من التكايا والمطابخ التكافلية في المحلية
وقال المرصد – بحسب راديو دبنقا – ، إن قوة تتبع للدعم السريع اعتقلت منسقي المطابخ بكل من(وحدة الحاج يوسف وسط، وحدة الفيحاء، وحدة الجريفات وأم دوم)، واقتادتهم للتحقيق، منبها إلى إطلاق سراح بعضهم مع الإستمرار في اعتقال آخرين، وأكد أن تغييب المُشرفين على تلك المطابخ أدى إلى عدم تقديم الوجبات لآلاف الأسر في الأحياء المُختلفة.
وأوضح أن الاعتقالات التي طالت منسقي المطابخ تهدد بإيقاف عمل عشرات المطابخ التي يستفيد منها حوالي 150 ألف مواطن مما يتسبب في تجويع المواطنين في أحياء شرق النيل.
وأدان مرصد شرق النيل لحقوق الإنسان استهداف العاملين في التكايا والمطابخ التكافلية، معلناً رفضه التضييق عليهم، وحذر من أن يؤدي ذلك إلى توقف تلك المطابخ عن العمل تماماً والدخول في مجاعةٍ لا يمكن تحمل تكلفتها الإنسانية، كما دعا لإيقاف هذه الممارسات بشكلٍ عاجل، وإطلاق سراح كل المُحتجزين من المسؤولين عن المطابخ لاستئناف عملهم .
وذكر أن المطابخ الجماعية أصبحت الملجأ الوحيد للأسر التي لا تملك ما يسد رمقها، ولا تقوى على مجابهة الارتفاع غير المسبوق لأسعار السلع الغذائية، فضلاً عن صعوبة الوصول إليها في ظل الظروف الأمنية الراهنة، مشيرا إلى تزايد المعاناة بعد انقطاع خدمات شبكة الإنترنت والإتصالات، حيث بات شبح المجاعة يلوح في الأفق.
وأكد إن هذه التكايا والمطابخ التكافلية تعمل في ظروفٍ بالغة التعقيد، و تُعاني من شحٍ في التمويل الذي تسبب في توقف بعضها، وقلة عدد الوجبات المقدمة في البعض الآخر، وشدّد المرصد على أن الإستهداف المباشر للمشرفين والقائمين عليها يعني حكماً بالإعدام جوعاً على الآف الأسر المعتمدة عليها تماماً، ويُعتبر ذلك إنتهاكاً للحق في الحياة.
وتوجد بولاية الخرطوم أكثر من 300 مطبخ جماعي يعتمد عليها عشرات الآلاف من المواطنين في معاشهم بعد تردي أوضاعهم المعيشية في ظل الحرب الدائرة.
سليمان منصور