“إيران باعت نصر الله”.. من هو “الحسيني” وما علاقته بالسعودية والموساد؟
أثار رجل الدين الشيعي اللبناني محمد علي الحسيني جدلا واسعا خلال الأيام الماضية، بعد تنبؤه باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وظهر الحسيني عدة مرات على شاشة قناة “العربية” السعودية، وحذر نصر الله قبل اغتياله من أن “إيران باعته” للاحتلال الإسرائيلي، داعيا إياه إلى كتابة وصيته.
وبعد اغتيال نصر الله، حظي الحسيني بتفاعل واسع، ما دفعه إلى ترديد مزاعم حول علاقته السابقة بنصر الله.
ونشر الحسيني صورا تجمعه بالأمين العام لحزب الله، قائلا إنه ساهم معه في تأسيس حزب الله، و”حررا الجنوب معا” عام 2000.
ويظهر في أحد الصور أن نصر الله هو من قام بتعميم الحسيني بالعمّة السوداء، معلقا بأنه “عندما يعمم السيد حسن شخصا فإن لهذا دلالات كثيرة، إحداها أنه موثوق به وبعلمه وموضع اطمئنان وأهلية”.
وبالتوازي مع نشره تغريدات عن نصر الله، واصل الحسيني هجومه على حزب الله وإيران، وترديد عبارات عن السلام في المنطقة.
وصباح الثلاثاء، نشر الحسيني فيديو سابقا من احتفاء أقاربه به في مناسبة سابقة، معلقا عليه بـ”إلى إخواني وأهلي وشعبي في لبنان، أبشركم عودتنا إليكم قريبة، وبإذن الله سأكون معكم وبينكم كما عودتكم ووعدتكم. أليس الصبح بقريب؟”.
فمن هو محمد الحسيني؟
محمد علي الحسيني يُعرّف نفسه بأنه “كاتب ومحاضر ومفكر إسلامي له وزنه وثقله وتأثيره على الساحة الإسلامية والأوروبية والأفريقية”، ويرأس حاليا ما يُسمى بـ”المجلس الإسلامي العربي”.
نشأ الحسيني وترعرع في لبنان، والتحق بحزب الله في بداية تأسيسه، إلا أنه انشق عنه لاحقا وأسس “المجلس الإسلامي العربي”، وشكل جناحا مسلحا له بعد العام 2000.
يقول الحسيني إن خلافه مع حزب الله جاء بسبب رفضه عداء المرجعيات الشيعية في إيران لسب الصحابة، وقال إنه يدعو إلى نبذ الفرقة بين السنة والشيعة، وبقية الأديان.
وأفتى الحسيني مؤخرا بحرمة ما قامت به المقاومة في غزة، وفي لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: “كل الفقهاء يقولون بأن المشروع هو الدفاع، الجهاد الدفاعي. وما حصل في الآونة الأخيرة في موضوع غزة أو في موضوع لبنان -تحديدا-، يعني في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، هو لم يكن دفاعيا. هو كان ابتداء فتح معركة من جنوب لبنان”.
العمالة للموساد
اعتقلت السلطات اللبنانية الحسيني في أيار/ مايو 2011، وفي شباط/ فبراير 2012 قضت المحكمة العسكرية بالسجن ضده 5 سنوات، بتهمة التخابر مع الاحتلال الإسرائيلي والموساد.
وفي آذار/ مارس 2014، أخلت السلطات اللبنانية سبيل الحسيني بقرار من محكمة التمييز العسكرية، ليغادر بعدها لبنان.
وخلال محاكمته، نفى الحسيني التهم الموجهة إليه بالتخابر مع الاحتلال، إلا أنه اعترف بوجود روابط تجمعه بمنظمة “مجاهدي خلق” المعارضة في إيران، والمدعومة من دول الغرب.
وظهرت مشاهد للحسيني وهو يقود مجموعة من المقاتلين في جبال لبنان قبل اعتقاله، إلا أنه لم يحدد الهدف من وجود تنظيم مسلح لـ”المجلس الإسلامي العربي”.
ورغم نفيه العلاقة مع الاحتلال، إلا أن الحسيني ومنذ الإفراج عنه نشط بالإضافة إلى دعاة من دول أخرى في مشاريع تدعو إلى السلام، وتروج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتقد الحسيني من خلال مقابلات وتغريدات له، أن العدو الأول للمنطقة هو النظام الإيراني، وحزب الله، ومن ثم يجب خلق حالة سلام مع بقية الدول لمحاربة المشروع الإيراني.
وقال في تصريحات سابقة: “إننا ندعو الحاخامات والكهنة ورجال الدين المسلمين – من السنة والشيعة على حد سواء – للتنديد بالتقاليد والنصوص الدينية التي تدعو إلى العنف، إذ إنها أكثر خطورة من الأسلحة النووية”.
“علاقة مستمرة”
يقول ناشطون إن علاقة محمد علي الحسيني بـ”إسرائيل” لا تزال مستمرة، بدليل تحدثه بمعلومات عسكرية عن مخططات جيش الاحتلال.
وقبل يومين قال الحسيني إن جيش الاحتلال ينوي التوغل بمسافة 5 إلى 7 كيلومترات في داخل لبنان لإنشاء منطقة أمنية.
وذكر قبل يومين من إعلان جيش الاحتلال التوغل بريا، أنه “يقسم” بوجود اجتياح بري، وبعملية محدودة، وهو ما حدث بالفعل.
ووجه الحسيني تحذيرا لاثنين من قادة حزب الله في سوريا، وهما “أبو علي الطبطبائي”، و”يوسف هاشم” بأن عليهما الفرار، لأنهما هدفان قادمان للاحتلال الإسرائيلي.
الاحتضان السعودي
بعدما تنقل بين عدة دول، احتضنت السعودية محمد علي الحسيني رسميا عام 2021، ومنحته جنسيتها ضمن سياستها في تجنيس النخب والعلماء.
ومنذ تجنيسه، بات محمد علي الحسيني ضيفا دائما على وسائل الإعلام السعودية، ومروجا للتطبيع مع الاحتلال.
وبات الحسيني أحد الحضور الدائمين في جولات “رابطة العالم الإسلامي” التي يقودها محمد العيسى، وكان معه في زيارة نصب “الهولوكوست” في بولندا عام 2020.
ويقوم الحسيني بشكل مستمر بالتغزل بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ونجله محمد بن سلمان.
وقال بعد منحه الجنسية إنه سجد لله شكرا فور سماعه خبر منحه الجنسية، وإنه يدين بالولاء التام للملك سلمان وللسعودية.
وغرّد الحسيني سابقا: “سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.. عرفته أميرا للبلاغة وسيدا للكلمة، وعالما بثقافة وتاريخ المملكة منذ ريعان شبابه”.
وبات الحسيني مروجا لرؤية السعودية 2030، بما فيها ملف استضافة مونديال كأس العالم 2034، وكافة مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان.
المصدر: عربي21