أخبار السودان :
إسقاط هيبة إسرائيل وامنها المزعوم
اسرائيل دولة مهووسة بالامن ، تسعي منذ تأسيسها إلي الاعتماد على نظرية التفوق الأمني لضمان البقاء ، فهي تعلم أن وجودها هذا غير مرحب به وسط شعوب المنطقة ، وسعت الي كسر العزلة التي تشعر بها من خلال إقامة علاقات مع الدول وبالذات المحيطة بفلسطين المحتلة املا في تحجيم الدور الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية ، وعموم المنتمين لمحور المقاومة دولا وحركات واحزابا ، ومع السعي المستمر من الدول الغربية الي ترويج التطبيع على اساس انه الخيار الأفضل الذي يلزم ان يسود ، وكل يوم تقدم مغريات لمن يمكن أن تجذبهم حتى ينخرطوا في التطبيع ، وتمارس ضغوطا كبرى وبمختلف الأشكال على الممانعين والرافضين للتطبيع لعلهم يخضعون او على الاقل يتوقفون عن معارضته علنا والتحريض على رفضه ، والتأكيد على أن المقاومة هي الخيار الاوحد للتحرير ، وفي هذا الجو يخرج على العدو الصهيوني من حيث لم يحتسب من يسقط هيبته وأمنه وأمانه المزعوم ، ويثبت الشهيد الكبير البطل محمد صلاح بعمليته النوعية والجريئة ان جذوة المقاومة متقدة في نفوس الشعوب ، ولن تنطفئ رغم جهود الكل لمحاربتها وتحجيمها ، وجاءت هذه العملية الشجاعة لتضرب الأمن الاسرائيلي في مقتل ، إذ ان منفذ العملية شاب عشرينى درس إلي المرحلة المتوسطة ثم دخل القوات المسلحة ، وقام البطل الكبير بعمل عظيم وخطير ، وادخل العدو في صدمة هائلة ، وضرب المؤسسة الامنية الإسرائيلية في الصميم ، ففي وقت تعمل فيه اسرائيل بشكل كبير على اضعاف مصر ومحاولات جعلها معزولة عن محيط المقاومة ، والاجتهاد المستمر لابعاد الشعب المصرى عن معاداة اسرلئيل ، جاءت عملية الشهيد محمد صلاح لتقول لكل المراهنين على تحييد الشعب المصري في الصراع مع العدو الصهيونى انكم واهمون.
وقد اشعلت عملية الشهيد محمد صلاح نار الحماس في صدور الشعب المصري والشعوب العربية ككل ، وكان التشييع الكبير والمهييب للشهيد رسالة بالغة الدلالة على استمرار تبني الأمة لخيار االمقاومة ، وقبل ايام كانت هناك خطوة موفقة وجميلة ومؤثرة في هذا الباب ، وهي قيام أعضاء البرلمان العربي بقراءة الفاتحة على روح الشهيد صلاح ، والترحم عليه ، مما يعنى ان موضوع المقاومة مترسخ في اذهان وقلوب الأمة على المستويين الشعبي والرسمي.
تريد اسرلئيل قطاعا خاصا بعيدا عن الدولة يتواصل معها ويتبنى التطبيع ، فهاهي دولة العدو تسعى إلي التواصل الشعبي مع الفنانين والكتاب والمثقفين ليكون التطبيع تيارا شعبيا يدافع عنه الناس ، بعيدا عن تأثير الحكومات ، لكن في الكثير من الدول المطبعة – ان لم نقل كلها – ها هي الشعوب ترفض بصورة قاطعة وحاسمة التواصل مع العدو ، بل ويتعرض كل متورط في هذا الفعل القبيح إلى الحصار والضغط الشعبي عليه ، وصولا إلي مقاطعته ، وبذا تحرس الشعوب قضيتها ، وتدافع عن ما تؤمن به ، ولأن هذا هو الشعور العام عند الناس الاسوياء فان اي ضغط تمارسه اسرائيل سوف ينتج عنه لا محالة انفجارا داويا يسقط هيبة اسرلئيل وامنها المزعوم ، وهذا ما فعله الشهيد البطل محمد صلاح.
سليمان منصور