إسرائيل تحرق الأرض.. شهادات مروعة لأهوال يوم القيامة في غزة
كشفت شهادات لفلسطينيين مقيمين في قطاع غزة، يعيشون تحت القصف الناري الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 72 ساعة، عن تفاصيل مروعة لما تفعله آلة الحرب الإسرائيلية في القطاع.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية كبيرة تحت اسم عملية “مركبات جدعون”، زاعمًا أنه يهدف إلى تحقيق أهداف الحرب، وجند آلاف الاحتياطيين بهدف اجتياح عموم قطاع غزة.
ضغط شديد
وفقًا للخطة سيعزز جيش الاحتلال قواته ويتحرك بقوة؛ من أجل حسم المعركة مع حماس عسكريًا وتدمير قدراتها القتالية، مع خلق ضغط شديد من أجل إطلاق سراح جميع المحتجزين.
وأجبر الاحتلال مئات الآلاف من الفلسطينيين على عمليات إجلاء واسعة من مناطق مختلفة وسط ضربات مختلفة برًا وبحرا وجوًا، أسفرت عن استشهاد المئات بخلاف المتواجدين أسفل الأنقاض.
أكثر وحشية وتدميًرا
تلك الموجة الجديدة من الغارات الجوية وقصف المدفعية، بحسب مجلة 972، أعادت إلى أذهان سكان القطاع الأيام الأولى من الحرب والتي كانت أكثر وحشية وتدميًرا وكان يُقتل يوميًا المئات.
في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كانت الفلسطينية سمية الحاج، صاحبة الـ 42 عامًا تزور والدتها في مستشفى غزة الأوروبي، ووفقًا لها، في ثواني معدودة فقط انهالت عشرات الصواريخ والقذائف الثقيلة من كل حدب وصوب.
أيام الحرب الأولى
ووصفت الحاج ما حدث قائلة “تجمدت من الخوف أمام غرفة والدتي، لم أعرف ماذا أفعل، أهرب أم أبقى؟ آخذ أمي أم أتركها؟ لم أستطع حتى النظر من النافذة”، مشيرة إلى أن الدخان والغبار الأسود والشظايا كانت تتطاير في كل مكان.
الأصوات المرعبة والاهتزازات، كما تقول الشابة الفلسطينية، ذكرتها بأيام الحرب الأولى، عندما كان القصف متواصلًا بلا رحمة، مشددة على أن ما شاهدته سيظل يطاردها إلى الأبد” الجميع يفرون إلى المجهول والخوف يملأ عيونهم”.
الأرض انشقت
في السياق ذاته نقلت المجلة العبرية شهادة أسعد العمور، 35 عامًا، الذي كان عائدًا إلى منزله بعد شراء بعض الخضراوات من الأكشاك أمام المستشفى الأوروبي عندما بدأ القصف ينهال بلا توقف.
أكد العمور أن الناس بدأوا يصرخون ويركضون بجنون، محاولين الهرب، حيث لم يستطع أحد استيعاب ما كان يحدث، مشيرة إلى أن الأمر كما لو أن الأرض انشقت وابتلعت الناس، وتناثرت الجثث في كل مكان.
أهوال يوم القيامة
حتى بعد أن هدأ القصف، استمرت الطائرات المسيرة في استهداف كل من كان حيًا أو يحاول إنقاذ الآخرين، وأضاف: “لقد عشنا أهوال يوم القيامة.. لم نرَ إلا النار والدخان والموت”.
بعد نجاته من القصف، أراد العمور الرحيل، لكن كما يقول “إلى أين أذهب؟”، حيث تحدث مع أصدقائه في مناطق مختلفة، وجميعهم يمرون بنفس التجربة، فلا يوجد مكان آمن، مؤكدًا أنه شعر وكأن الحرب قد بدأت من جديد.
قصف عنيف
وفي جباليا ومخيم اللاجئين المجاور لها، استشهد العشرات من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، تحت أنقاض منازلهم التي سويت بالأرض في سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية.
كان جمال حماد، أحد السكان الذين هز القصف الإسرائيلي المتواصل منزله المدمر الذي يعيش فيه مع زوجته وأولاده الستة، مشددًا على أن القصف كان عنيفًا، وعندما خرج يستكشف الأمر شاهد المأساة.
وقف الحرب
أكد حماد، أنه شاهد عشرات القتلى فيما وصف بالمذبحة، وشاهد الجثث بلا رؤوس ونساء وأطفال ممددون على الأرض يصرخون طلبًا للمساعدة، ولم يتمكن أحد من مساعدتهم، ولذلك قرر اتخاذ القرار الصعب، بعد أن تأكد بأن إسرائيل تحرق الأرض بلا هوادة، قرر حماد وزوجته الانفصال عن بعضهم، وسط الجوع والإنهاك والرعب، حتى لا يموتوا جميعًا مرة واحدة، مشيرًا إلى أن الوضع يزداد سوءًا مطالبًا الدول العربية والعالم أجمع بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإدخال المساعدات ووقف الحرب.