أخبار السودان:
اصيب عدد كبير من الفنانين الموسيقيين بحالة من الإحباط والشعور بالظلم بعد القرار الاخير الذي صدر من الغرفة المركزية المشتركة لطوارئ كورونا بولاية الخرطوم في إجتماعها برئاسة والي الخرطوم أيمن خالد والذي اكد من خلاله إستمرار منع الحفلات والمناسبات في الصالات والمزارع.
وعبرت اللجنة عن تقديرها وتضامنها مع الجهات والأفراد الذين تأثروا اقتصادياً من إحترازات منع الحفلات وأكدت أن هذه القرارات جاءت لحماية المواطن وخوفا من تفشي كورونا ووجهت في هذا الصدد وزارة التنمية الاجتماعية بحصر العمال والموسيقيين من ذوي الدخل المحدود لمعالجة أوضاعهم ودراسة إعفاء الصالات من الرسوم المحلية كما أكدت اللجنة أنها لم تستهدف المطربين إنما هم جزء من حملة التوعية كنجوم مجتمع.
(1)
حول الموضوع ابتدر الامين الثقافي والناطق الرسمي لاتحاد الفنانين ا عمر احساس قائلا:(نحن كإدارة فوجئنا بالقرار الأخير الذي اتخذ بغيابنا لانه في آخر اجتماع بيننا ورئيس مجلس السيادة بالقصر الجمهوري برئاسة رئيس الاتحاد الفنان د.عبدالقادر سالم وآخرون تم التوصل لقرار لايجاد حلول مع اللجنة للوضع الذي يعاني منه الفنانون وما علمناه ان المسألة ليست امنية بل طوارئ صحية وكنا في انتظار النتائج إذ بنا نتفاجأ بهذا القرار الذي اتخذ دون علمنا فهو يعتبر عدم احترام لنا ككيان فني كبير).
وأضاف إحساس:”كنا استبشرنا خيرا إلا أنه اتضح لنا تماما انه لاقيمة لنا في هذا الوطن وبصراحة أصبحنا مكسوري الخاطر ومحبطين بصورة كبيرة لانه في ظل هذا الواقع الصعب نقوم بدورنا على اكمل وجه ليكون الجزاء تلك المعاملة الفظة” ،وتابع “يبقي السؤال هذا القرار يخدم من؟ والحديث عن التوجيه بحصر الموسيقيين ذوي الدخل المحدود لتقديم المساعدة لهم حديث غير منطقي نحن ندري أن الدولة ليس لها إمكانات لتغطي احتياجات الفنانين وكنا نتمنى تقديرا للوضع الآن الذي يعيشه البلد أن نخرج برؤية واضحة ولكن على ما يبدو ان الرؤية لن تتضح”. وقال إحساس أنهم سيعقدون اجتماعا كبيراً يشمل كل قطاعات الفنانين لمعرفة مصيرهم في هذا البلد”.
(2)
وأمن عضو الاتحاد العام للفنانين العرب والأمين الفني للمكتب التنفيذي الموسيقي د.محمد سيف قائلا:(خلال اجتماعنا الأخير مع نائب رئيس مجلس السيادة والنائب العام وممثل رئيس مجلس حكومة ولاية الخرطوم ورئيس الاتحاد وآخرين وضعنا ثلاث نقاط مهمة وهي لماذا يتم القبض علي الفنانين الموسيقيين وتغريمهم في منطقة شرق النيل فقط، ثانيا معروف اقصى حد للغرامة المالية مابين ٥ الي ١٠ الآف جنيه لماذا هذا المبلغ الكبير مائة ألف جنيه ، ثالثا لماذا يتم القبض علي الفنان أو الموسيقي فقط وترك المعازيم وأصحاب المناسبة الأساسيين مادام الأمر يتعلق بمخالفة الاشتراطات الصحية للكورونا؟).
وأوضح د.محمد سيف:(نحن كفنانين وموسيقيين أكثر الناس التزاما بالشروط الصحية وذلك عندما يعتلي الفنان خشبة المسرح يكون بعيدا عن الفرقة الموسيقية التي يكون أفرادها أيضا متباعدين وهو أمر متعارف عليه إذا ليس هناك خرق للاشتراطات الصحية والفنانين الموسيقيين هم من أوائل الناس الذين بادروا للتوعية بمخاطر الكورونا عبر أغنيات وكليبات مختلفة ليكون هذا هو الجزاء؟،مضيفا (في عدد من دول العالم تم عمل معالجات للفنانين والموسيقيين مع الجائحة بدعم وتوفير مواد تموينية إلا السودان الدولة الوحيدة التي لم تقدم معالجات ونحن الجهة الوحيدة المستضعفة في هذا البلد عانينا في فترة النظام السابق من بعض رجال الدين الذين يريدون الشهرة بالإساءة إلينا وتم ايقاف عملنا في الإذاعة والتلفزيون وعندما اتت الثورة العظيمة استبشرنا بها خيرا ودعمناها ليكون هذا مصيرنا ؟، إذا هناك قصد واضح من الوالي وبدورنا نريد معرفة السبب وكان يمكن أن يراعي للفنانين وإعادة النظر في قراره هذا طالما طبقت الاشتراطات الصحية لاننا كذلك تهمنا صحة المواطن).
(3)
من جانبه قال الموسيقي حيدر مدني :(ما يحدث كبت واضح من الوالي للمبدعين في السودان لأننا جلسنا في اجتماع موسع ضم عددا من القيادات واتفقنا علي أن تعود الحفلات وتطبق الاشتراطات الاحترازية من تباعد وارتداء الكمامات ولكن علي ما يبدو اننا سنصعد موضوعنا الي الأمم المتحدة وحقوق الإنسان لان كل البلد مفتوحة والجميع يمارس حياته الطبيعية عدا الفنون ،مبينا (كنا نسير بخطوات محترمة لحل الموضوع وفق الاوضاع التي تمر بها البلاد لكن لا يوجد خيار غير الصعيد ونقول له (يا انت يا نحن).
(4)
واكد الموسيقي والملحن المعروف يوسف القديل بان الحياة جميعها مستمرة بدون تعطيل لقرار غرفة طوارئ الكورونا من مجمع خدمات الجمهور والاسواق والمواصلات وصفوف الخبز وغيرها حتى على مستوى المدارس ،موضحا (يمكن للجميع أن يلتزموا بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات ومسألة التشديد فقط على الفنانين مرفوضة الآن أصبحنا نحن ضحية لخلافات سياسية وهذه هي معيشتنا والبلاد تعاني من غلاء غير معقول حتي أن هناك عددا من الزملاء الموسيقيين لم يستطيعوا أن يدبروا رسوم مدارس أبنائهم ).
وأضاف القديل:(عانينا في العهد السابق من محاربة الفن وكانت اسبابهم بان الفن حرام لكن الآن لاندري ماهي أسباب محاربتنا ومسألة تطبيق الاشتراطات تعود للوعي العام ولكن علي ما يبدو ان الموضوع لدى الوالي اصبح شخصيا ،لكن يجب أن يعلم بان اي مسؤول يمكن أن يغادر منصبه في اي وقت ولكن الفن باق).
صحيفة السوداني