أوباما يقر بمخالفته الفطرة السليمة
ان تنتصر للمظلوم وتقف بوجه المعتدي الظالم او لا أقل تستنكر ما يقوم به من ظلم وعدوان فهذا مايتسق مع الفطرة السليمة والنفس السوية اما مؤيدو الظلمة والساكتون عن إجرام المجرمين وعدوان المعتدين فهؤلاء غير صادقين في إدعائهم مناصرة الحريات والدعوة لمجابهة الاستبداد ، ويبقي اى كلام عن الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان إدعاء تكذبه المواقف المساندة للظالم المعتدي والتي تغض الطرف عن الضحية المظلوم .
وفي الغرب يكثر هذا الادعاء خاصة بين السياسيين فتراهم يهاجمون من يريدون مهاجمته واستعداء الاخرين عليه باعتبار انه لا يحترم قواعد الحريات وحقوق الإنسان ، وهم في هجومهم هذا انما يوظفون هذه المبادئ التى يدعون احترامها لمحاكمة الغير وشن الهجوم عليه وهم واقعا بعيدون عن الالتزام والتقيد بما تفرضه هذه القواعد وتوجبه هذه المبادئ إذ انهم يتحالفون مع أشد الأنظمة بطشا واستبدادا وانتهاكا لحقوق الإنسان وطالما اقتضت مصالحهم ذلك فهم لايبالون بشي، واذا أخذنا أمريكا كنموذج وجدناها أبرز وأوضح مثال على النفاق والكذب ومخالفة الواقع للادعاء، وهذا الامر واضح في قادتها ديموقراطيين وجمهوريين على السواء فهم يكذبون في إدعائهم الانتصار لحقوق الإنسان مساندة الحقوق ، واذا نظرنا إلى القضية الفلسطينية لتبين لنا صدق هذا الكلام فمظلومية الشعب الفلسطيني الواضحة جدا والتى لا لبس فيها ولا خلاف عليها بين كل المنصفين هذه القضية تفضح أمريكا وساستها وتبين كذبهم وازدواجية المعايير عندهم والا فكيف يصطف كل الرؤساء الامريكان وعموم الساسة في هذا البلد وحتى قطاع واسع من الجمهور كيف يصطفون مع المحتل الظالم الباطش القاتل ويغضون الطرف عن جرائمه بل يدعمون عدوانه بشكل كامل؟ اليس هذا هو الظلم بعينه؟ الا تضع هذه المساندة لإسرائيل أمريكا وساستها في موقع القتلة المجرمين؟
كيف يدعي احد انه صادق في توجهه وكلامه ودعوته للحريات وهو يساند إسرائيل او على الاقل يسكت عن مناصرة فلسطين؟
الرئيس الامريكي الأسبق باراك أوباما كشف عن هذه الحقيقة وهو يحاكم نفسه وكل الساسة في بلده إذ قال في مذكراته لم استطع الوفاء لفطرتي واقف مع فلسطين ، وان فعلت لما أصبحت رئيسا
هذه العبارة – وان فعلت لما أصبحت رئيسا – تحاكم بصورة كاملة النظام السياسي في أمريكا وتبين اكذوبة الادعاء ان هناك ديموقراطية إذ حسب هذا الكلام ان من ينتصر للمظلوم لن يجد طريقة ليتقدم في النظام السياسي الأمريكي، وهل هذا الا الكذب والنفاق والخداع الذي تمارسه أمريكا على الجميع وهي تدعي كذبا وبهتانا انها مع الديموقراطية وحرية الراى والتعبير؟
ويواصل أوباما في اعترافاته : لدينا البرلمان والكونغرس ولدينا اللوبي الصهيوني ولدينا التأثير على المجتمع الأمريكي لذا لم استطع التوافق مع فطرتي والوفاء لها والوقوف ضد إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني.
انها اعترافات شخص شغل ارفع منصب في الولايات المتحدة الأمريكية وتكفي هذه الكلمات شهادة على سوء أمريكا وسوء نظامها وسوء من يتعلق بها او يؤمل فيها خيرا.
سليمان منصور