أمريكا..سقوط مهني وأخلاقي للإعلام
اعتقالات وعنف وشيطنة ، حرب إعلامية وتضليل كبير بحق الاحتجاجات الطلابية الغربية المؤيد لفلسطين والمناهضة لجرائم الإبادة الجماعية في غزة ، هذا هو بعض ما يحاول الغرب الرسمي ان يتعاطي به مع التظاهرات الجامعية الاخذة في الاتساع تأييدا لفلسطين ، وتركز التغطية الإعلامية الرسمية على تصوير المحتجين بالمخربين ، وتحاول هذه التغطيات الحيلولة دون فرض الحراك الطلابي حضور غزة في أمريكا والغرب بشكل واضح ، وفضح الرواية الرسمية التي كانت سائدة طويلا ، وقد لجا الإعلام الرسمي الغربي واللوبي الصهيوني إلى كل ما بإمكانه ان يحرض على المحتجين ورويدا رويدا تم توظيف العديد من الوسائل لعدم وصول تأثير الاحتجاجات الطلابية الى تغيير اتجاه الراي العام في الغرب ، فمن العنف والقسوة التي تمت بها مواجهة المحتجين إلى اعتقال بعضهم ، وصولا إلى شيطنة كل المتضامنين مع فلسطين ووصفهم بالنازيين ومعاداة السامية ، والقول انهم يشكلون خطرا على المجتمع الأمريكي ككل.
الإعلام الغربي والأمريكي الذي بدى منحازا بشكل واضح إلى إسرائيل سقط في اختبار الصدق والمهنية ، فهذه التظاهرات سلمية يسمح بها القانون ، ويكفل للمحتجين ان يعبروا عن رأيهم لكن الإعلام يتخلى تماما عن مهنيته ويحرف الحقائق ويمارس التضليل ، ويشن هجوما على المحتجين ويصفهم بما ليس فيهم ، ويعمل بشكل منهجي مدروس على الوقيعة بين الطلاب المحتجين على حرب غزة وإبادة شعبها المعترضين على سياسة دعم اسرائيل ، يسعى الإعلام للوقيعة بين هؤلاء الطلاب والمجتمع في الغرب والتحريض عليهم ، ونلحظ ذلك بوضوح في وصفهم بالإرهابيين والمتطرفين ، وهذا الدور الذي يقوم به الإعلام يتكامل مع ادوار الشرطة وادارات الجامعات واللوبي الصهيوني وصولا إلى الحكومة ألامريكية.
الإعلام الامريكي يتحدث اليوم عن ان هؤلاء الطلاب يكرهون أمريكا والغرب عموما ، وانهم متطرفون يهددون القيم الأساسية للمجتمع الأمريكي ، وقال الاعلام الرسمي في سبيل التحريض على الطلاب المحتجين انهم وحوش ، واسماهم النازيون الجدد ، وانهم يحتلون الجامعات، وبرزت دعوات لترحيل الطلاب الاجانب المشاركين في التظاهرات.
ولان الولايات المتحدة على أبواب انتخابات يتم الربط بين هذه الاحتجاجات والانتخابات الرئاسية إذ تساهم التغطية الإخبارية الرسمية على صناعة رأى عام أمريكي يدعم إسرائيل ولايقبل اتهامها بارتكاب الإبادة الجماعية حتى إذا جاءت ساعة الاقتراع كان مؤيدو إسرائيل هم الأعلى صوتا وبالتالى يتم تلافي الخطر الذي تخشاه إسرائيل بضغط الناخبين لتغيير سياسة الدعم الأمريكي لإسرائيل.
سليمان منصور