أمريكا تحمل الخراب حيث حلت
ليس من خلاف فى ان العلاقات بين الدول يلزم ان تقوم على الاحترام والثقة وعدم التدخل فى الشأن الداخلى ، ومن المعروف ان هناك بروتوكولات ومواثيق تحكم عمل السفراء والبعثات الدبلوماسية ، ومتى ما تم الاخلال بهذه القواعد كانت العلاقة شائنة وغير طبيعية.
هذا هو الكلام العام ، وعلى المستوى النظرى يقول به الجميع ولايختلفون حوله ، لكن هل تتعامل أمريكا مع الدول بهذا المفهوم المتفق عليه بين الناس؟ هل تحترم أمريكا سيادة الدول وحقها فى تقرير قضاياها الخاصة دون أن تحشر انفها فى ما ليس لها به شان؟ هل راينا بعثة أمريكية فى بلادنا – وفى كثير من البلدان – هل رايناها تحترم البلد الذى حلت به.
هذه هى السفارات الأمريكية فى بغداد وبيروت والمنامة والقاهرة وإسلام آباد ونيودلهى – وغيرها من العواصم – تعيث فسادا ، وتربك الوضع فى هذه البلدان وتقيم المشاكل وتزرع وترعى الفتن ، وباختصار حيث ما حلت أمريكا حملت معها الفتن والبلايا والمتاعب ، فهل ياترى نكون استثناء من هذه الدول التى تضررت شعوبها من الأمريكى.
اما وقد وصل إلى الخرطوم رسميا السفير الأمريكى واستلم مهام عمله فإننا – كبلد – سنكون وبكل اسف من المتضررين سريعا من هذه الخطوة
، وبالتأكيد لن تجنى بلادنا إلا المزيد من المعاناة ، ونقول بضرس قاطع ان أمريكا لن تحمل لنا خيرا ، وواهم من غرته وانخدع بها.
وهاهو السيد السفير يبتدر تصريحاته
بإعلان عدم رضى أمريكا والدول الغربية عن اداء رئيس البعثة الاممية في السودان فولكر بتريس في تسهيل عملية الانتقال الديمقراطي ، وقد امضى نحو عامين من الزمن فى مهمته ، لذلك قامت واشنطن بارسال سفيرها للخرطوم بعد ترفيع التمثيل الدبلوماسي الى درجة السفير لاول مرة بعد اكثر من عشرين عاما.
وكتب أحدهم يقول :
وصل السفير الامريكي الى الخرطوم وفي حقيبته عدد من الملفات المطلوب تنفيذها، لتترا اسئلة، ماالذي تريده الولايات المتحدة الامريكية في الخرطوم، وماهي الاسبقيات التي تتطلب سرعة التنفيذ.
ويرى مراقبون ان الولايات المتحدة الامريكية تريد تنفيذ مخططاتها في السودان بصورة سريعة لجني الثمار والسودان يعاني حالة من التوهان السياسي.
وتوقع الخبير الاستراتيجي معتز حسن حدوث اصطدام بين السفير الامريكي ورئيس البعثة الاممية السيد فولكر ، وأن الاول سيعمد للقيام ببعض مهام رئيس بعثة الامم المتحدة، وقد بدى ذلك واضحا من اول تصريحات للسفير الاميركي وهو يتحدث عن ضرورة تحقيق الحكم المدني في السودان ، ولم يستبعد حسن ان يقع صراع بين السفير الامريكي الجديد في السودان والمبعوث الامم السيد فولكر من واقع انه جاء لتحريك بعض الملفات التي كلفت بها الامم المتحدة مبعوثها في السودان.
وفي السياق قال الناشط السياسي امير سليمان آن الاوان لواشنطن للتدخل المباشر لان الازمة الاقتصادية الغربية تقترب منها، وتستشعر اثارها، مشيرا الى انه لا بد من التحرك بسرعة اعلى، لذلك دفعت بسفيرها الجديد لفتح بعض القنوات التي ستمكن من الحصول على ما تريد في مقابل تنافس غربي محتدم حول الموارد الطبيعية في السودان…تحمل
سليمان منصور