أخبار السودان :
أمريكا تحاول فرض الهند كخيار بديل للصين
في إطار سعي الصين إلى السيطرة على الاقتصاد العالمي من خلال مبادرة الحزام والطريق والتي يفترض ان تفضي إلى ان تصبح الصين هي الشريك التجاري الأساسي لمعظم دول أفريقيا واسيا وأوروبا وفي خلال الفترة حتى العام 2050 تكون بكين قد انهت مشروعها وطبقت خطتها وسيطرت على اقتصاد العالم وهو الأمر الذي سوف ينعكس سلبا بلا شك على قوة أمريكا وهيمتتها وسيطرتها على مفاصل الاقتصاد العالمي ، وبلا شك أن هذا الكلام ليس فقط يزعج أمريكا وإنما سوف تجتهد من أجل منع تحققه لأنه سيفقدها ميزة ظلت تحتفظ بها لعقود ولا تسمح لاحد ان ينازعها فيها وهي الهيمنة وربط الكل بها وجعلهم محتاجون لها.
وفي إطار سعي أمريكا لعرقلة جهود الصين في هذا الباب فإنها تحاول طرح الهند كبديل في الساحة وتتلقي نيودلهي دعما قويا ومستمرا لتبرز كمنافس للصين ، وتجتهد واشنطن لانجاح خطتها من أجل ابعاد الصين عن طريقها كمنافس قوي وذلك بمحاولة اقناع العديد من الدول لاعتماد الهند كشريك تجاري اساسي يقوم مقام الصين ويقدم لشركائه ما وعدتهم به الصين.، ومن المعروف ان بكين صرفت أمولا طائلة لتصبح ذات وجود قوي في الساحة ولتبني علاقات متميزة تجاريًا مع الدول المستهدفة ، ويجب على أمريكا وهي تسعي إلى افشال خطة الصين ان تقدم دعما ماليا هائلا يمكن الهند من النجاح في مشروعها كبديل مقترح عن الصين.
وتعمل أمريكا على تعزيز حظوظ الهند عن طريق دعم مبادرة طريق توابل وبهارات الهندية مقابل مبادرة الطريق والحزام الصينية
وفي قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي احتضنتها الهند تحت شعار “العالم أرض واحدة، عائلة واحدة، ومستقبل واحد”، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن بمشاركة قادة الهند والسعودية والإمارات مشروع طريق “التوابل/ البهارات”، لتعزيز التواصل والتعاون بشراكة “إسرائيل”، وتقوم فكرة المشروع على جمع اقتصاديات الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا و”إسرائيل”، وتعزيز هذا الربط عبر مشروعات بنى تحتية تمكن من تحقيق أعلى درجات الربط الاقتصادي بين هذه الدول، وتمكنها من اكتساب مزايا استراتيجية في مجال الاقتصاد بصفة خاصة وفي المجالات الاستراتيجية كافة.
وينافس هذا المشروع مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن والنفوذ الإقليمي والدولي، وكانت أميركا قد أبدت اعتراضها على مبادرة “الطريق والحزام” الصينية منذ إطلاقها قبل 10 أعوام، كونها تعزز مكانة الصين على المسرح العالمي خصماً على النفوذ والمصالح الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية.
ويري مراقبون أن أهم مزايا مشروع طريق “توابل/بهارات” أنه يمكن أميركا و”إسرائيل” من امتلاك قدرات تفضيلية وتنافسية عالية على المسرح العالمي، ومن نسج شراكات إستراتيجية إقليمية ودولية، ويمكنهما من تعزيز قدرتهما في ميزان الأمن والأمان الإستراتيجي، كما يمكنهما من التأثير الاستثنائي في مصادر الطاقة (النفط والغاز) وممراتها في البحرين الأحمر والأبيض، خاصة وأن هذا المشروع قد جمع بعض أكبر منتجي النفط والغاز تحت مظلته، الأمر الذي يؤثر في نقل وتجارة الطاقة في الأسواق الأوروبية. تجدر الإشارة إلى أن هذا الطريق قد بدأ اختباره منذ اشتداد الضربات اليمنية على السفن العابرة لمضيق باب المندب، وبعد تزايد مفاعيل الحظر الذي ضربته على البضائع المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، في إطار معادلة يمنية تربط بين حصار “إسرائيل” لغزة، وحصار اليمن لــــ”إسرائيل”.
سليمان منصور