أمريكا.. اقتصاد متعثر ومازوم
منذ سنوات والاقتصاد الأمريكي يعاني العديد من الأزمات على الرغم من الضجة الكبري التي تثيرها الولايات المتحدة الأمريكية في العالم ومحاولاتها المستمرة للتغطية على مشاكلها الداخلية سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية ، ومن اجلى مظاهر محاولات أمريكا السيطرة الاقتصادية على العالم وفرض نفوذها واخضاع الآخرين اليها ، من أوضح هذه المحاولات سياسة العقوبات الاقتصادية كسيف مسلط من واشنطون في وجه كل من يقف بوجه أمريكا ويعترض عليها وذلك بربط الاقتصادات العالمية بالدولار ، وتحافظ على قيمة العملة الأميركية في التداول من خلال ربط سعر برميل النفط بالدولار فقط ، وتهدف أمريكا من ذلك إلى ارغام الآخرين إلى الرضوخ اليها لعل ذلك يمكن الادارات المتعاقبة من إخفاء حقيقة الوضع المازوم داخليا.
ومن هذه الأزمات الكبري التي عاني منها الإقتصاد الأمريكي الانهيارات التي واجهته ، فبعد احتلال العراق عام 2003 انعكست اثار سالبة على الداخل الأمريكي فقد انفقت أمريكا
مليارات الدولارات وعملت على تعويضها من النفط العراقى كما في غزو الكويت لكن ذلك اثر على الإقتصاد الأمريكي وتأثر به الشعب
وتدريجيا عادت الامور الي وضعها
، ثم بدات أمريكا حروبها علي الآخرين ببث الخوف في روع الشعب
الأمريكي والشعوب الغربية من اوهام زرعتها في اذهانهم كمحاربة الشيوعية ثم الإسلاموية ثم الإرهاب واليوم باسم الفوبيا الروسية والفوبيا الصينية ، وادي هذا لتنشيط الشركات الأميركية، وأهمها شركات السلاح. وقد تدفع الحكومة احيانا تكاليف تطوير السلاح وأنواعه مما يجعل صرفها يزيد جدا وينعكس سلبا على الناس مما يسهم بالطبع في تعثر الإقتصاد الأمريكي
وقد عاني الإقتصاد الأمريكى من تضخم مالي اخاف الحكومة من أحداث انفجار اقتصادي ضخم في أي لحظة من خلال رفع قيمة الفائدة وطبع التريليونات من دون رصيد حقيقي مما يعني ان الإقتصاد يعاني من مشاكل يصعب علاجها. ومن المتوقع ان يستمر التضخم حتي 2025
ومن المهم جدا هنا الإشارة الى تداعيات الحرب في أوكرانيا على الإقتصاد العالمي والدولار تحديداً، خاصة بعد أن اتخذت الصين وروسيا قرارا بالتداول بالعملات المحلية، بعد أن قررت أمريكا فرض العقوبات على الغاز والمنتجات النفطية الروسية، الذي انعكس خسائر كبيرة عليها وبالتأكيد سيتسبب بانهيار مالي وقد يؤدي إلى انفصال بعض الولايات.
هذا النوع من الانهيار حذر منه رجل الأعمال الأميركي باري ستيرنليخت، الرئيس التنفيذي لمجموعة ستاروود المالية. ووجه انتقادات حادة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي رفع الفائدة للمرة الخامسة هذا العام، مكرراً تحذيره هذا الشهر، حيث قال لمجلة فورتشين: “إن الاقتصاد “ينكسر بشدة” مع ارتفاع تكاليف الاقتراض، مما يعني أن الركود الآن أمر لا مفر منه”. وأكد أن ما سيحدث سيضعف الثقة بالنظام الرأسمالي بين الأميركيين، خاصة وأن الفقراء هم الذين يتأثرون بالتضخم ، وبسبب ارتفاع معدلات البطالة بين الناس ، وهذه مشاكل واضحة تواجه الإقتصاد الأمريكى المتعثر والـ مازوم .
سليمان منصور