أخبار السودان :
أمريكا…اختلال موازين العدالة
غريبون أولئك الذين لايرون الحقيقة رغم وضوحها الشديد ، وجلائها الذي يدل لوحده عليها ، ولايحتاج قط الي مؤيد خارجي.
وغريبون أولئك الذين مازالوا ينظرون الي أمريكا باعتبارها دولة عدل وترسيخ حكم القانون ، مع كل الادلة التي تشهد على أن الادارات الأمريكية المتعاقبة وبلا استثناء ، هي اس البلاء ، وعنوان الظلم ، وازدواجية المعايير ، والكذب المفضوح ، وبلا حياء ، بادعاء الدفاع عن حقوق الانسان والحريات ، وهو ادعاء يكذبه الواقع ، وهاهي الادلة متضافرة علي اتصاف الادارات الأمريكية المتعاقبة بعكس ما تدعي تماما ، فهي التي قتلت الأبرياء في اليابان ، والعراق، واليمن، وأفغانستان، وسوريا والصومال ، وغيرها من البقاع
في مشارق الأرض ومغاربها ، وهاهي أمريكا تدعم وتحمي وتسلح الكيان الصهيوني الغاصب المجرم المعتدى ، وتعتبر شريكة له في كل جرائمه ، وامريكا نفسها هي التي تدعم الانظمة المستبدة الباطشة الغير منتخبة فى اسيا وأفريقيا ، وفي سبيل تحقيق أمريكا لمصالحها فانها تدوس بقدميها علي كل ادعاءاتها بالحرص على الديموقراطية ، في حين ان من اقوي حلفائها حكومات غير منتخبة تسجن شعوبها وتقتلهم وتمارس ابشع انواع الظلم والاستبداد دون توقف عند أهمية حصر التعامل مع الحكومات المنتخبة فقط.
أمريكا التي تدعم الانظمة الشمولية المستبدة هي نفسها التي ترفع شعار الدفاع عن حقوق الانسان ، لكن عندما تعلق الأمر بحليفها في الرياض جاء القرار ليس بغض الطرف فقط عن اتهام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقتل الصحفي جمال خاشقجي ، والاعتداء السافر على حقوق الإنسان في السعودية ، وإنما جاء القرار الحاسم بالتعامل مع الأمير ، وعدم تحريك اي إجراءات ضدهو ، او على الاقل عدم تجميد التواصل معه بسبب اتهامه بقتل خاشقجي ، وذلك بسبب الحصانة التي قالت واشنطون ان الأمير يتمتع بها ، وأنها تمنع مساءلته ، بل حتي ملاحقته ، وهذا سقوط كبير لامريكا وبكل المعايير سياسيا وأخلاقيا وقيميا ، واختلال في موازين العدالة ، ويمكننا القول بضرس قاطع انه عنوان أمريكا ، ولن يكون هناك حديث عن الظلم وطمس العدالة وازدواجية المعايير الا كانت أمريكا حاضرة كابرز مصاديق هذا الاختلال.
سليمان منصور