تحت عنوان “بيلاروس تحصل على مطار كابل على حدودها”، كتب ألكسندر كوتس، في “كومسومولسكايا برافدا“، حول ما يمكن أن تنتهي إليه أزمة المهاجرين على حدود بيلاروس مع بولندا.
وجاء في المقال: يحاول مئات المهاجرين من الشرق الأوسط الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من أجل الحصول على وضعية لاجئ ومزاياها. يصلون إلى بيلاروس بواسطة رحلات منتظمة.
ومن الواضح تماما أن هذا هو رد قيادة البلاد على الضغط الذي يمارسه الغرب على بيلاروس.
صحيح أن السلطات البيلاروسية جعلت طريق المهاجرين من بغداد أو أربيل إلى الحدود مع بولندا وليتوانيا مريحا قدر الإمكان. لكن ما الذي اخترعوه ولم يجربه رجب أردوغان قبلهم؟ لنتذكر خطابه: “إنهم يتصلون ويقولون: أغلقوا الحدود. قلت لهم فات الأوان. يجب أن يتقاسم الغرب عبء المسؤولية عن اللاجئين”.
فتح الرئيس التركي حينها الحدود أمام المهاجرين على خلفية تفاقم الأوضاع في إدلب السورية. في ذلك الوقت، هرع مئات الآلاف إلى أوروبا، عبر اليونان وبلغاريا. وحينذاك لم يضع أحد عقبات جدية أمامهم.
أين ذهب التضامن الأوروبي مع المظلومين ممثلا بوارسو الرسمية التي نشرت 10 آلاف حربة على طول الحدود؟ وبالمناسبة، فإن الوحدة العسكرية البولندية في العراق، التي سيطرت على واحدة من أربع مناطق تم تقسيم البلاد إليها، بلغ عدد أفرادها أكثر من ألفي شخص. لذلك، تترتب على بولندا التزامات أخلاقية أكثر بكثير من بيلاروس تجاه سكان البلد المدمر.
بدلا من ذلك، تهدد وارسو باللجوء إلى الناتو للحصول على المساعدة. وبالطبع، لن يصدأ طلبها. رأيتهم بنفسي يصبون الرصاص على حشد من الناس العزل في مطار كابول. لكن ذلك جرى في مكان ما بعيد، كأنما على كوكب آخر. أما هنا فردهة أوروبا. الصورة على التلفاز بالطبع ليست أوروبية. فأمام المهاجرين برد الشتاء، موجات الصقيع الأولى، والوفيات الأولى بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم. وأما صورة لوكاشينكو في الغرب فبالكاد يمكن شيطنتها أكثر. لكن العالم القديم سيحصل على “مطار كابول” خاص به، والفارق أن الناس لن يسقطوا من السماء، إنما جثث الأطفال المتجلدة تسقط على الأرض.
المصدر: RT