تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر فرولوف، في “إزفيستيا” حول أسباب قفزة أسعار الغاز في أوروبا، وعواقب جنونها.
وجاء في مقال ألكسندر فرولوف نائب المدير العام لمعهد الطاقة الوطنية:
كل يوم تقريبا يحمل خبرا عن تسجيل أسعار الغاز في أوروبا ذرى جديدة.
للأزمة المشتعلة في قطاع الطاقة الأوروبي عدة أسباب في آن واحد. بينها أسباب خارجية.
من المهم بشكل أساسي أن نفهم أن تأثير سوق الغاز بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ على السوق الأوروبية زاد في السنوات الأخيرة بشكل كبير. بدأت الأسعار في أوروبا عمليا في العام 2019 تعتمد إلى حد كبير على الأسعار في آسيا. وبما أنه لا يوجد فائض في العرض اليوم على نطاق عالمي، يتعين على الاتحاد الأوروبي التنافس مع اليابان والصين وكوريا الجنوبية للتزود بالوقود الأزرق بسعر حصري.
وهناك أسباب داخلية، يرتبط بعضها بقرارات استراتيجية اتخذها الاتحاد الأوروبي، منذ أكثر من 12 عاما، تتعلق بأسواق الطاقة. فعلى وجه الخصوص، طالبت قيادة الاتحاد الأوروبي بربط تسعير عقود الغاز طويلة الأجل بعروض الأسعار في الأسواق الفورية. كانت هناك فترات معينة، على سبيل المثال في 2019، عندما تراءى للمسؤولين الأوروبيين أن هذا النظام يعمل بشكل جيد.
وفي أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قرر الاتحاد الأوروبي زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء. وأعقبت ذلك هستيريا مضادة للطاقة النووية، ما أدى إلى أن ألمانيا، مثلا، فقدت أكثر من نصف المحطات النووية لتوليد الكهرباء لديها. ثم أطلق الاتحاد الأوروبي حملة ضد محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
من الواضح أن مراجعة الاستراتيجية الأوروبية لتطوير الطاقة مسألة حفاظ على المواقع السياسية، والأهم من ذلك، مسألة إعادة توجيه التدفقات المالية. لذلك، يجب أن يواجه الاتحاد الأوروبي أزمة قوية حقا قبل أن تشعر قيادته بالحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ومفيدة. حتى الآن، إذا جاء الشتاء باردا، فسيتعين على دول الاتحاد الأوروبي التصرف وفقا لمبدأ “إني أسألك نفسي”.
المصدر: RT