كتب أسامة ضي النعيم محمد رحم الله معالي الفريق ابراهيم عبود (26 أكتوبر 1900-08 سبتمبر 1983م) . رئيس جمهورية السودان. ورئيس الوزراء السوداني للفترة (1958- 1964م). كان شعار حكومته في ذلك الوقت : (جئناكم بصداقة الشعوب) ، صدق في القول الفريق عبود وأتبع ذلك فعلا وعنده الرائد لا يكذب أهله.
في ملاحظاتي المتواضعة أن الفريق عبود هو الرئيس السوداني الوحيد. الذي بني علاقات السودان الدولية لتصبح تبادل منافع . المعونة الامريكية هي التي قامت بإنشاء طريق الخرطوم مدني في ستينيات القرن الماضي. الزيارة التي قام بها الفريق عبودالي أمريكا. خلال الفترة من 4 – 15 أكتوبر 1961م . ساهمت في بناء علاقات مع الولايات المتحدة الامريكية لم يشهد السودان مثلها من قبل أومن بعد .
العلاقات الصينية التي استثمرها البشير وإخوانه خلال فترة حكمهم لثلاثين عاما . أساسها اعتراف حكومة الفريق ابراهيم عبود بجمهورية الصين الشعبية في عام 1959م . في العام 1964م تمت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني . رئيس الوزراء ، شون لاي للسودان . رد الفريق ابراهيم عبود الزيارة للصين في ذات العام . من هناك انطلقت علاقة الصين مع السودان وتحقق استخراج البترول. كان السودان هو البوابة التي عبرت منها دولة الصين الي الفضاء الافريقي . زيارة الفريق ابراهيم عبود الي بريطانيا تمت في عام 1964م أيضا.
اهتمام رأس الدولة بإقامة علاقات خارجية جيدة مع الدول هو أساس التنمية . أسوق دائما مثال طريق رحلة الشتاء والصيف من اليمن الي الشام . جاء ذكر رحلة الشتاء والصيف في محكم التنزيل. وأحسن القصص لنأخذ منها العظات والعبر . كانت قريش تحرص علي تأمين الطريق بحسن علاقاتها مع القبائل علي طول الطريق.
تبرم الاتفاقات وتعقد التحالفات لتأمين طريق التجارة وقوافل الحجيج ، ذات الفكرة تسير بها الشعوب اليوم ونراها عند الرؤساء في أمريكا والصين وروسيا ، الاولوية لرحلة التجارة وطريقها ثم حسن التعامل مع الشعوب في النقطة المقابلة من الطريق.
حكم الاخوان لثلاثين عاما ووضعوا أسوأ نماذج للعلاقات الدولية بين السودان وشعوب العالم . أطلق البشير لسان الرائد يونس محمود في بدايةالانقاذ ومن خلال اذاعة أم درمان يسب بأقذع الالفاظ ملوك وأمراء الخليج . وقف البشير مع صدام حسين في غزوه لدولة الكويت. وصار السودان من دول الضد .
ثم أدخلتنا مغامرات الترابي وحلفه مع الجماعات الاسلامية في محور دول الشر. ثم يأتي البشير بعبارات (أمريكا تحت جزمتي) ، يشتد الحصار الاقتصادي علي السودان جراء تلك الافعال الصبيانية التي ما قتلت ذبابة ولكن ردة فعلها دمرت شعب السودان لثلاين عاما.
استبشر السودان خيرا بالجهد الكبير الذي قام به الدكتور عبد الله حمدوك. حراك الزيارات بعد ثورة ديسمبر ، ومقابلات رؤساء الامم في باريس وألمانيا وأمريكا ساهمت في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، الوعد بتدفق الاستثمارات كان قاب قوسين أو أدني .
يدخل البرهان في 25 أكتوبر 2021م خطيئة الانقلاب في مصفوفة المعادلة ، ترجع عقارب الساعة الي الوراء وينتكس اسم السودان ، يحجب الاتحاد الافريقي اسم السودان من محفله ويسكت صوت الشعب السوداني عند تلك المنصة الاقليمية الهامة ، يصرخ جبريل ابراهيم حيث يحبس الوعد بنفقات نقدية لسلام جوبا وحاكى وعد عرقوب .
التوبة والعودة الي طريق الحق تتطلب نقض الغزل الخطأ ، الاعتراف بانقلاب البرهان داخليا والشروع في تصحيح الفعل الشين هو الاساس ، الاعتداد بالذنب وتسيير قطار عطبرة يحمل كبار السن لتقديم شربات الفسيخ فقط ، لا يقنع ذلك الاتحاد الافريقي لإفساح المجال للسودان ، كما لا يعبد طريق التجارة مع العالم لتغدو القوافل التجارية جيئة وذهابا بين السودان وبقية العالم.
نظرة من معالي الفريق أول البرهان الي مسيرة : (جئناكم بصداقة الشعوب) يعيد الفحص مسار السودان الي تقاسم السلطة ليأخذ المكون المدني دوره المغتصب في فترة الحكم ، تعود المصداقية لمؤسسة مجلس السيادة يشهد بها العالم ، وبالاستيكة لا بالمسطرة علي البرهان أن يسير علي درب البشير ومنظومة الاخوان ليجلب للسودان صداقة الشعوب وعلي رأسها أوروبا وأمريكا.
المصدر: الراكوبة