عاد التوتر مجددا إلى العلاقات بين تونس والمغرب، بعد حضور الرئيس التونسي قيس سعيد أمس الاثنين، فعاليات تدشين الطريق السيار الرابط بين مدينتي قابس ومدنين بالنقطة الحدودية مع ليبيا رأس جدير، وتم عرض شريط فيديو يضم شمال أفريقيا وبلدان المغرب العربي، حيث ظهر الرئيس التونسي، خلال مشاهدته للشريط الذي عرض خريطة المملكة المغربية مجتزأة من الصحراء.
ورأت صحيفة “الأيام” المغربية في تقرير لها اليوم أن هذا الحدث من شأنه أن يواصل جرّ مزيد من الأزمة والتوتر بين تونس والجزائر بسبب ما قالت إنه “مواقف استفزازية للنظام التونسي في تعاطيه الدبلوماسي مع ملف الصحراء”.
وأضافت الصحيفة أنه “بعد أن قام قيس سعيد بتخصيص استقبال رسمي لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في شهر آب (أغسطس) الماضي، ما تسبب في غضب السلطات المغربية التي ردت باستدعاء سفيرها هناك، تعود هذه المرة الحكومة التونسية إلى عرض خريطة شمال أفريقيا وبها خريطة المملكة المغربية مبتورة من أقاليمها الجنوبية”.
وأشارت الصحيفة المغربية إلى أن تصرف الحكومة التونسية، يعتبر أمرا استفزازيا للمغرب وصبا لمزيد النار على الأزمة التي لم تُضمد بعد جراحها، وقالت: “المعاداة الواضحة التي بات ينهجها الرئيس التونسي على الوحدة الترابية، تحيل إلى اصطفافه إلى الطرح الجزائري الداعم لأطروحة الانفصال”.
وذكرت أن “تقارب النظام التونسي مع نظيره الجزائري، يأتي نظير الدعم المالي الكبير الذي باتت تحظى به تونس مؤخرا في عهد الرئيس الجزائري الحالي، عبد المجيد تبون، وهو ما ساهم في شكل جلي في تغيير موقفها من قضية الصحراء”.
وتعيش العلاقات التونسية-المغربية أزمة صامتة منذ آب (أغسطس) الماضي، بعد إعلان الرئاسة التونسية عن استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم “البوليساريو”، التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء.
وتقترح الرباط حكمًا ذاتيا موسعًا في إقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
المصدر: عربي21