أزمة إنسانية متفاقمة في معسكر أبوشوك: سوء تغذية ونقص موارد وسط اشتباكات الفاشر
في ظل استمرار المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، أصدرت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك تقريراً جديداً يكشف عن تفاقم الوضع الإنساني في المعسكر الذي يستضيف الآلاف من المواطنين الفارين من النزاع. وأكدت الغرفة في بيان صحفي أن هناك حالات متزايدة من سوء التغذية الحاد بين النازحين، إلى جانب صعوبات كبيرة في الحصول على المياه والغذاء والأدوية.
مسح ميداني يكشف النقاب عن معاناة النازحين
أوضح التقرير أن غرفة الطوارئ أجرت مسحاً ميدانياً شمل مراكز الإيواء والمرافق الصحية داخل معسكر أبوشوك. وبيّن المسح أن العديد من سكان المعسكر يعانون من نقص حاد في التغذية، حيث يفتقر الكثيرون إلى الطعام الكافي لسد احتياجاتهم الأساسية. وأشار التقرير إلى أن هذه الأزمة الغذائية تتفاقم يومياً، مما يزيد من معدلات سوء التغذية بين النازحين، خاصة الأطفال وكبار السن.
نقص المياه الصالحة للشرب
بالإضافة إلى أزمة الغذاء، يواجه النازحون في معسكر أبوشوك صعوبة بالغة في الحصول على المياه الصالحة للشرب. وفقاً للتقرير، فإن الكميات المتاحة من المياه لا تفي بالاحتياجات اليومية للسكان، مما يزيد من مخاطر الأمراض المرتبطة بنقص النظافة والصحة العامة.
تهديد المنازل بفعل الأمطار الغزيرة
من جانب آخر، أشار التقرير إلى أن هطول الأمطار الغزيرة في الفترة الأخيرة قد زاد من معاناة سكان المعسكر. وأوضح أن العديد من المنازل، المبنية أساساً من “القش” ومواد أخرى ضعيفة، تتعرض لخطر الانهيار تحت وطأة الأمطار، مما يهدد سلامة العائلات التي تعيش فيها. هذا الوضع يفاقم من أزمة الإسكان ويزيد من الضغوط النفسية على النازحين.
نقص حاد في الأدوية والعناية الصحية
كما أكد التقرير وجود نقص حاد في الأدوية الضرورية، خاصة تلك التي تستخدم لعلاج الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. وأوضح أن المرضى في المعسكر يعانون بشكل خاص من عدم توفر الأدوية، مما يعرض حياتهم للخطر ويزيد من معاناتهم اليومية.
دعوة إلى تدخل عاجل
وفي ضوء هذه الظروف الصعبة، دعت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك في بيانها الجهات الحكومية المعنية، والمنظمات الوطنية والدولية، ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل الفوري لتقديم المساعدة الإنسانية. وأكدت الغرفة على ضرورة توفير الإمدادات الغذائية والطبية العاجلة، وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي، لحماية حياة النازحين وتخفيف معاناتهم.
خلفية النزاع في الفاشر
منذ العاشر من مايو الماضي، تعيش مدينة الفاشر على وقع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني، المدعوم من القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، وقوات الدعم السريع. رغم التحذيرات الدولية المتكررة من تصاعد حدة النزاع، تستمر الاشتباكات، مما يجعل الوضع الإنساني في المدينة أكثر تعقيداً.
نزوح مستمر
قبل تصاعد القتال إلى داخل الفاشر، شهدت المدينة موجة نزوح كبيرة من مناطق أخرى في السودان، حيث بحث آلاف السكان عن ملاذ آمن بعيداً عن الاشتباكات. ومع توسع جبهة القتال لتشمل الفاشر، اضطر المواطنون والنازحون مجدداً للفرار من المدينة، هرباً من هجمات قوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة عليها.
أهمية الدعم الدولي والمحلي
وسط هذه الفوضى، يصبح الدعم الدولي والمحلي حيوياً لتخفيف معاناة السكان. تحتاج ولاية شمال دارفور، وبشكل خاص مدينة الفاشر ومعسكراتها، إلى اهتمام خاص من المجتمع الدولي لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة وضمان توفير الاحتياجات الأساسية للسكان المتضررين.