تنافس كل من مبارك أردول وصاحبه علي عسكوري في إظهار الولاء التام للقوات المسلحة السودانية، والإعلان عن إنتهاء شهر العسل بين الرجلين المتحالفين معا منذ “اعتصام الموز” وحتى الأشهر القليلة الماضية.
قال أردول المدير العام السابق للشركة السودانية للموارد المعدنية في بيان صادر يوم ٢٠ مارس ٢٠٢٤م على لسان الناطق باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية : إن التحالف قرر تجميد صلاحيات رئيسه عسكوري، وتحويل صلاحيات الرئيس إلى رئيس المكتب السياسي (أردول) في ظل خلافات محتدمة بين الرجلين، منذ أن تسربت محادثة هاتفية بين أردول وعسكوري تسببت في إقالة الأول من منصبه مديراً للشركة السودانية للموارد المعدنية، وهو ما اعتبره أردول استهدافاً شخصياً خاصة أن تسريب المحادثة الخاصة جاء في أعقاب انتشار تسجيل لـ(ونسة) جمعت مبارك أردول ونور الدائم طه وعبد الوهاب جميل “ادروب” في القاهرة، حيث وجه فيه أردول سباباً شخصياً لقائد الجيش البرهان، وقال في نفس التسجيل انه يناصر الجيش لسبب عدم حصوله على عرض من الدعم السريع يتضمن نصيبه، ورغم دخول العلاقة بين الرجلين مُنعرج الخلافات الشخصية إلا أن ذلك لم يظهر بصورة جلية على مستوى حزبهما الوليد التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، إلى ان تسربت أنباء عن خلافات بينهما فى جوبا لم تظهر رسمياً إلى السطح.
انفجر خلاف عسكوري/ أردول قبل أيام قليلة عند تكوين تنسيقية القوى الوطنية، وهي تنسيقية ضِرار أُنشئت على غِرار تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لتكون واجهة سياسية لجماعة الموز والفلول والمتطرفين، إذ أعلن مبارك أردول ان التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية ليس من ضمن مكونات التنسيقية في الوقت الذي كان فيه عسكوري من الحاضرين للاجتماع، وفي أعقاب ذلك التئم اجتماع للهيئات القيادية للتحالف قررت فيه الإطاحة برئيس التحالف، وسرعان ما رد عسكوري ببيان مزيل بإسمه وصفته معلناً عدم الإعتراف بالاجتماع وتمسكه بموقعه وصلاحياته، كما قرر إيقاف السكرتير السياسي للتحالف مبارك أردول وإحالته للجنة محاسبة، كما تضمّن البيان أيضا أصل الخلاف بين الرجلين إلى شهر فبراير بجوبا حيث قال عسكوري: (عندما وصلنا إلى جوبا وجدت ان موقف السكرتير السياسي للتحالف “وكان قد وصل إلى جوبا قبلنا بعدة أيام” أصبح متطابقا مع موقف حركة تحرير السودان وجهزوا وثيقة اطلع عليها جميع أعضاء الكتلة الديمقراطية وأيضا مجموعة الحراك الوطني تنص على تحويل موقف الكتلة الديمقراطية الداعم للقوات المسلحة إلى موقف الحياد وأن تقوم بالوساطة بين القوات المسلحة وبين المليشيا ومع جماعة تقدم)، وقال عسكوري انه تصدى لهذه الوثيقة مما أدى إلى فشل اجتماعات جوبا.
انتهت أمس رسمياً علاقة ممتدة لسنوات بين الطرفين، فقد تزامل وترافق عسكوري وأردول بالحركة الشعبية لتحرير السودان، وكان عسكوري مرشحاً للحركة بولاية نهر النيل لمنصب الوالي في ٢٠١٠م، كما تولى كلاهما في حكومة الفترة الانتقالية مواقع حكومية اقتصادية مميزة، فقد تولى أردول الشركة السودانية للموارد المعدنية كما تولى عسكوري مسئولية السلع الاستراتيجية بوزارة المالية، وبعد الإطاحة بعسكوري من وزارة المالية احتضنه الجيش في شركة زادنا واسعة الثراء، وعمل الرجلان معا من أجل تقويض الفترة الانتقالية من خلال تنظيم ما يعرف باعتصام الموز، ونشط كلاهما في مساندة ودعم إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ جماهيرياً وسياسياً وإعلامياً، كما قاما بتوظيف الثروات الكبيرة بين ايديهما في إنشاء حزب سياسي هو التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، غير ان محادثة تلفونية واحدة أطاحت بهذا التحالف قبل أن يشتد عوده.
المصدر: الراكوبة