أردوغان يطعن المقاومة فى الظهر
من منا لا يعرف النغمة العالية جدا لبعض الإسلاميين وهم يصورون الزعيم التركى رجب طيب اردوغان بحامى حمى الاسلام والمسلمين ، ونية البعض وأمنيات آخرين أن يتوج الرئيس أردوغان كزعيم للعالم الاسلامى ، خصوصا بعد التوتر الشديد الذى شاب علاقته بالسعودية والإمارات اثر جريمة مقتل الصحفى خاشقجي فى القنصلية السعودية باسطنبول ، وايضا فى ظل تداعيات الأزمة الخليجية التى أدت إلى حصار قطر ومحاولة. خنقها واجبارها على الخضوع للسعودية والإمارات ، فى ظل هذه الأجواء ، ومع الإحباط الذى عاشه الإسلاميون بسبب خسارة مشروعهم فى سوريا والعراق ، وتثبيت ركائز قوى محور المقاومة ، فى هذه الظروف تمنى الكثيرون أن يلتف العالم الاسلامى أو على الأقل جزء كبير منه تحت راية السلطان ، وجاء قرار الرئيس الأمريكى السابق دونالند ترامب يومها اعتباره القدس عاصمة لكيان الاحتلال وإعلانه نقل سفارته للمدينة المقدسة ، يومها سمع الناس كلاما قويا من أردوغان الذى استضاف قمة القدس الطارئة والتى شهدت وحدة الموقف الاسلامى والتهديد بخطوات تصعيدية ضد أمريكا إن لم تتراجع ، ولكن هل تعبر هذه المواقف القوية عن رؤية أردوغان للصراع مع العدو الصهيونى واعتباره صراع وجود لا حدود كما ترى المقاومة ، ومن أبرز فصائلها الحليف الاستراتيجي لتركيا أعنى حركة حماس وجماعة الإخوان ككل ؟ هل عبر أردوغان عن فكر الجماعة واتسقت مواقفه مع خطها المقاوم ؟ لا اظن الاجابة صعبة ، بل هى واضحة فـ أردوغان ليس فقط اختلف مع توجهات المقاومة الفلسطينية فحسب ، ولم يكتف بخذلانه لها مع قبح فعله ، لكنه بكل اسف طعنها فى الظهر وتٱمر عليها ونسق مع عدوها الغاصب ، وظلت العلاقات بين تركيا والعدو قائمة والتبادل التجارى كبيرا بينهما واستقبل فى انقرة – التى طمح البعض أن تكون عاصمة للعالم الاسلامى ، وحاضنة وحامية للمقاومة – استقبل أردوغان الرئيس الاسراپيلى ووفدا سياسيا و تجاريا كبيرا مرافقا له الأمر الذى اعتبرته فصائل المقاومة الفلسطينية خيانة للقدس وتٱمرا على المقاومة وطعنة لها فى الظهر .
وتقول الأنباء أن زيارة رئيس الكيان الغاصب لتركيا جاءت بمبادرة من انقرة حينما اتصل الرئيس أردوغان بنظيره الصهيونى مهنئا بالفوز فى الانتخابات الرئاسية وداعيا إياه لزيارة تركيا.
ومع تصاعد المد المقاوم فى الأراضى المحتلة والدعم الشعبى العربى والإسلامى للعمليات البطولية للمقاومين الفلسطينيين ، ومع سكوت أنظمة عربية وإسلامية خجلا وعدم حديثها عن بطولات الشعب الفلسطينى خوفا من العصا الأمريكية الصهيونية ، وعدم إدانتهم لهذه العمليات البطولية خجلا من تصنيفهم كمتصهينين عملاء خونة ، جاء استنكار أردوغان للعمليات الجهادية الفلسطينية وإدانته لها ، جاء هذا الموقف صادما للفلسطينيين خصوصا أولئك الذين كانوا يعولون على أردوغان وينتظرون منه أن ينصرهم لكنه بدلا عن ذلك طعنهم فى الظهر .
بقلم: سليمان منصور