انتقد العضو المُستقل في البرلمان السابق أبو القاسم بُرطم، اعتماد الحكومة الانتقالية سياسات البنك الدولي في سبيل الحصول على هِبات ومعونات من بعض الأصدقاء وقُرُوض إضافية، وشدّد على أنّ القروض والمِنَح والهِبَات والمعونات لا تبني الدول، وإنما يبنيها خلق دولة المُؤسّسات وإعادة هيكلة الخدمة المدنية بالاعتماد على الكفاءات وسيادة هيبة القانون.
وطالب بُرطم في تصريح لـ(الصيحة) بتسريح الحكومة الحالية بطاقمها السياسي والاقتصادي، ودعا لتغيير كامل للقوانين النافذة منذ العهد البائد، وأشار إلى أنّ البلاد تسير في طريق الانهيار الشامل، وقال إنّ حكومة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك تفتقر لوجود برنامج وسياسات واضحة لانتشال السودان من الواقع الاقتصادي المُزري الذي يعيشه الشعب السوداني الآن، واعتبر أنّ الأوضاع الفوضوية للأسعار والارتفاع المُتكرِّر لها نتاجٌ طبيعيٌّ لانعدام الرؤية عند الطاقم التنفيذي في الحكومة الانتقالية، وقال (مَن يحكمون السودان الآن هُم نشطاء سياسيون). ولفت بُرطم إلى أن تطبيق سياسات البنك الدولي برفع الدعم عن السلع الاستراتيجية من وقود وغيرها، وكذلك الشروع في تحرير أسعار الكهرباء والمياه، يُصب في مصلحة المؤسسات المالية الدولية وليس الشعب السوداني، وقال (إنّ الحكومة جيّرت البلاد تماماً واقتصادها لمصلحة صندوق النقد والبنك الدوليين، خاصةً بالتحرير الكامل للمحروقات والاستمرار فيه). وقال بُرطم إنّ تنفيذ تلك السياسات انتظارٌ لقروض مليارية من البنك الدولي أو انتظار هبات ومعونات من بعض الأصدقاء، لن يَحل الأزمة الحالية، وأشار إلى أنّ ديون السودان تبلغ الآن بأرباحها أكثر من (60) مليار دولار، وقال (إنّ النتيجة هي استمرار المُعاناة)..!
صحيفة الصيحة