أخبار السودان:
آن أوان اعادة بناء السودان:: الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني اضطر لايقاف استخدام عبارة (سنعبر وسننتصر) بعد أن أصبحت “نكتة” على اللسان الشعبي، يتبادلها الناس في سياق الاشارة لـ(كلام والسلام) الذي لا يغير الواقع ولا “ينتج”..
أمس الرئيس الأمريكي جو بايدين وعلى موقع تويتر دشن شعارا جديدا لبلاده قال:
(It’s time to rebuild America.)
وهي نفس المعنى الذي قصده حمدوك في الاطار الكلي.
لكن الفرق كبير وهائل بين ما قاله حمدوك و بايدين..
فرئيسنا حمدوك أطلق العبارة وانصرف لحاله، طارت في الأثير والفضاء بلا جناحين على رأي شاعرا الفيتوري :
(حدقت بلا وجه.. ورقصت بلا ساق)..
وفي كتابه (النخبة السودانية وادمان الفشل) وصف دكتور منصور خالد مثل هذا المسلك بأنهم (دراويش السياسة) الذين يظنون أن مجرد النطق بشعار أو مصطلح أو مفردة أو “سلوجان” يحقق الأماني المنشودة. وصفهم بأنهم مثل الدرويش في حلقة الذكر يردد “تعويذة” بصفة مستمرة كأنها تمنح المراد بمجرد ذكرها وحده.
لكن الرئيس بادين جعل الشعار تاجا على رأس خطة واضحة قابلة للقياس يحدد فيها كيف يريد “اعادة بناء أمريكا”..
جو بايدين أطلق على جزء من خطته (خطة الوظائف).. وحددها عناصرها :
تحديث 20 ألف ميل من الطرق السريعة.
اصلاح وترقية 10 ألاف من الجسور.
بناء خطوط سكك الحديد .
توسيع كل الموانئ والمطارات لاستيعاب الحركة الكثيفة.
مواجهة أزمة التغير المناخي.
ويقول بايدين أن هذه المشروعات ستفتح ملايين فرص العمل للأمريكيين في مختلف المجالات والمؤهلات والخبرات والاعمار.
الفرق بين (سنعبر وسننتصر) وخطة بادين أن الاولى ليس لها مقاييس أو مؤشرات أداء تمكن الشعب من محاسبة القيادة على البطء أو العجز او ربما العكس الاشادة بالقيادة اذا نجحت الخطة أو حققت أرقاما أكثر من المستهدفة.
يصبح السؤال الحقيقي، ماهي الصعوبة أو الاعجاز في أن يكون للسودان خطة أيضا ومحددة بالأرقام قابلة للقياس؟
لماذا نعجز أن نلتزم للشعب ببرنامج عمل يستطيع بموجبه أن يحاسب القيادة ويراقب مؤشرات الأداء.
لفت نظري في تدوينات بعض الولاة على صفحات وسائط التواصل أنها مترعة بالشعارات والهتافات و خالية تماما من الوعد المحدد بالأرقام.. وأحيانا كثيرا تبدو المناسبات الدولية أو حتى القومية فرصة تدويناتجوفاء أخرى.. مثل اليوم العالمي للمرأة فتظهر كلمة “الكنداكات” في اطار احتفالي لا ينقذ امرأة حامل في الولايات لا تجد المستشفى .. ولا تجلب الماء لنساء في بعض القرى يسرن النهار كله لجلب “باغة” ماء للأسرة.
أسهل عمل في الدنيا.. أن تكون حاكما في السودان..
جريدة التيار